Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

خدعوك فقالوا: إيران المحاصرة المنكفئة!

إضاءة

A A
يغالي الإعلام العالمي والأمريكي منه بصفةٍ خاصة، في إطلاق عدة أوصاف على إيران باعتبارها الدولة «المحاصرة»، والدولة «المنكفئة»، ونحنُ نُردِّد خلفه!

أي حصار هذا على إيران وأي انكفاء، وهم يتركونها تتمدَّد وتتوسَّع، وتستلم منهم العواصم العربية تسليم مفتاح؟!.

في ضوء ذلك، لا ينبغي أن تنطلي التطمينات الروسية الخاصة بالحد من النفوذ الإيراني في سوريا على العواصم العربية الأبية!.

ثمة تطمينات أمريكية سابقة؛ عن الحد من النفوذ الإيراني في العراق! لا العراق سلمت من إيران منذ انتهاء المهمة الأمريكية في العراق، ولا سوريا ستسلم من الأذى الإيراني مع الانسحابين الأمريكي بل والروسي - إن حدث!.

سيقولون لك أو لكم: إنهم «الروس» عازمون بالفعل على تقليص نفوذ طهران السياسي والعسكري في دمشق! قل لهم كيف؟!.. وقد قُضِيَ الأمر.. وبمعنى أوضح صَدَرَ الأمر.. أمر الإفساح للعبث الإيراني في جسد الأمة العربية! هل تذكرونها؟!.

إنها الأمة التي تداعت عليها الأمم من كل حدبٍ وصوب بدعوى الدفاع عنها! دافعوا عنها في العراق وتركوها لإيران! ودافعوا عنها في سوريا وسيتركون جزءًا منها لإيران والجزء الآخر لتركيا.. فإذا أضفت للعراق وسوريا؛ لبنان تصبح هذه الكتلة مصدر قلق على الدوام!.

وهل أتاك خبر قائد الحرس الإيراني وهو يستعرض عضلاته فوق الجزر المحتلة التي ما انفكت اجتماعات الجامعة العربية تُؤكِّد أنها إماراتية؟!.

هل وردتك صورته وهو يُلوِّح بل يُهدِّد من هناك قائلا: إنها جزء لا يتجزأ من إيران، وسندافع عن كل شبر منها؟!.

دعنا من الجزر الآن، ولنتحدَّث عن الملعب الإيراني الذي يتم تجهيزه الآن في أفغانستان!.

توقفتُ كثيرًا أمام قول حكمتيار في حديثه المنشور بالشرق الأوسط: إن أمريكا فشلت في تحقيق أهدافها في أفغانستان.. ومن ثم تركتها على طبقٍ من ذهب لإيران!.

لقد تكرَّر الأمر في العراق، حيث الفشل الذريع الذي أعقبه توغُّل إيران.. ويتكرر الآن في سوريا، حيث قال قائد الحرس الإيراني كلامًا مشابهًا لما قاله من فوق الجزر الإماراتية!.

المؤلم أن التدخُّل العربي المشروع بل الواجب في معظم الأحيان لحماية حدودنا أو مياهنا أو أمننا القومي العربي؛ ينتهي غالبًا بنتائج سلبية، تسبقها حملات غربية، فيما تدخل إيران بل تستدعى أحيانًا للاستلام أو الحصاد الجاهز!.

دقِّق معي في تجاربنا أو تشابكنا مع أفغانستان قديمًا، ثم مع العراق ثم مع سوريا، وقارن بينها أو بينه وبين تجارب واشتباكات وتشابكات إيران.. نحن لم نجنِ سوى الإساءات والاتهامات، وهم يتولون النهايات بما فيها تشكيل الحكومات!.

الأكثر إيلامًا أننا نظلم الضمير «نحن» كثيرًا أثناء حديثنا عن العرب، ذلك أننا مازلنا عدّة عرب لكُلٍّ رُؤيته فيما جرى للعراق، وما يجري في سوريا، وفي لبنان وفي اليمن!.

ولماذا نذهب بعيدًا؟!.. راجع معي تصريحات وزير الخارجية العراقي الأخيرة، والتي أعلن فيها رفض بغداد لأي محاور ضد طهران!.

لا أود الدخول في أي حِسبة مذهبية ماكرة.. ولكن احسبها معي بالورقة والقلم.. ما الذي جنته باكستان من تدخُّلها بل تحمُّلها لكل ما جرى في أفغانستان، وما الذي تجنيه إيران الآن؟!.

لا تذهب بعيدًا، فلابد أنك لاحظت كيف تتعثر أو تتلكأ الأمم المتحدة في اليمن.. وكيف يشاهد المبعوث تلو المبعوث حجم ونوعية الأسلحة الإيرانية؟! ومع ذلك تخرج المناشدات الدولية للمطالبة بوقف التدخل العربي!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store