Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد أحمد مقبول

رفع عتب

A A
هناك من يعيش بمنهج "رفع العتب" ليس إلا .. مثل هذا يتفاعل مع الآخرين من حوله بأقل مستويات العلاقة، يسأل عن صديق أو قريب أو يقدم له شيئاً ليس من طيب خاطر بقدر ما هو رفع عتب. موظف يؤدي العمل المطلوب منه كيفما اتفق فقط من أجل رفع العتب، معلم يدّرس طلابه "بدون نفس" فقط أيضاً من أجل رفع العتب.

هناك فرق واضح بين أن تؤدي العمل أو تعلم طلابك أو تتفاعل مع القريبين منك بحماس وبـ "نفس" وحضور كامل ورغبة وبين أن تؤدي أو تفعل شيئاً من أجل أداء الواجب، حتى في العبادات هناك فرق في الأجر وفي القبول بين من يؤدي عبادته من أجل أدائها وبين من يقبل عليها راغباً خاشعاً متحمساً متوجهاً لخالقه.

وبين رفع العتب وتجويد العمل أو الفعل مؤشرات على المحبة والحب.. فما أو من نحبه نفعل الأشياء من أجله أو تجاهه بنفوس راضية راغبة متوثبة والعكس صحيح.

وهناك من يعيش بقانون "لكل شيء ثمن"، أصحاب هذا المنهج يؤمنون به ويعتنقونه في كل شيء في الحياة.. خدمة لصديق أو زميل أو قريب لابد أن يكون لها ثمن، مساعدة أو موقف مساندة لابد أن يكون لها ثمن، حتى مشاعرهم تجاه أقرب الناس إليهم ليست بالمجان لابد أن يقابلها ثمن بشكل أو بآخر.

وهناك من يُخضع كل شيء للأسباب.. أصحاب هذا المنهج لديهم اعتقاد راسخ ثابت أن لكل شيء سبباً.. بعض الأشياء في حياتنا تأتي أو تكون طبيعية فطرية غريزية مثل الحب وعاطفة الأبوة أو الأمومة أو مساعدة ضعيف أو فعل إنساني تلقائي.. أصحاب الأسباب لا يقبلون بذلك، دائماً يخضعونها لمبدئهم، لابد أن يكون هناك أسباب ودوافع وراءها.

بعض الأشياء في حياتنا إن أُوّلت أو أُخضعت لمنهج الأسباب تشوهت وفقدت قيمتها وفرغت من معانيها السامية

وبعض الأشياء في حياتنا لا حدود صلاحية لها.. لا نعلم متى أو كيف تولد، ولا نعلم متى أو كيف تموت أو تنتهي..

مثلاً لا نعلم متى أو كيف يولد الحب وإذا ولد وعاش لا نعتقد أنه يموت أو ينتهي إلا بفنائنا.. هكذا نربطه بوجودنا وبقائنا، عواطفنا ومشاعرنا ليست طوع أمرنا، إنها جزء من إنسانيتنا وتكويننا البشري.. وإلا أصبحنا مجرد آلات "روبوت".

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store