Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

معضلات العصر إلى أين..؟

A A
سؤال... في اعتقادي إنه هاجس كل عربي لديه ضمير يقظ في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بالعالم وتجرح وجدان كل عربي يعيش الأزمات ويقف مكتوف الأيدي لا حول له ولا قوة في تغيير مجريات الأمور. ويتبع السؤال عدة أسئلة لا نهاية لها، منها كيف يصبح نتنياهو المجرم مُرحبًا به في دول عربية ومحافل دولية يعانق سفراء دول عربية ويتشارك معهم على موائد دولية وهو يمارس أبشع أنواع الاغتصاب لمقدساتهم في فلسطين والقدس الشريف؟ وكيف يعمل الكثيرون على تهيئة إعادة تأهيل بشار الأسد الذي دمر سوريا وشرد شعبها وباع سيادتها لتركيا وإيران وروسيا؟، وكيف يُسمح لإيران وممثليها أن تصول وتجول وتصبح صاحبة قرار في مستقبل دول عربية من العراق إلى سوريا ولبنان وقطر واليمن؟ وكيف تشذ الدوحة وتهدد جوارها وترهن وجودها لإيران وغيرها؟ وكيف تصبح مصر والسعودية والإمارات العربية تحت ضغوط دولية بغية فرض عليها ما لا تقبله ولكن الغير أتى إليه حبوًا؟، وكيف حال الشعوب المذهولة مما حصل وينتظر حصوله من تهديد لأمنها واستقرارها وتدمير منجزاتها برغم كل مشاركاتها الإيجابية في النظام الدولي وما تنعم به من أمن واستقرار في منطقة الخليج العربي على وجه الخصوص؟ وهل بالإمكان إلهاؤها ببعض التفاصيل حتى يتمكن الأعداء وتحصل الكارثة مثلما حصل للغير أم أن هناك ما يستوجب الالتفاف حوله لقطع الطريق على كل متربص بالأمن والاستقرار في شبه جزيرة العرب والدول المهمة المملكة والإمارات العربية على وجه الخصوص.

هذه الأسئلة نموذج يُقلق كل مواطن عربي في رأيي ولا يجد الإجابات الشافية التي تجعله يطمئن على مستقبل وطنه ومجتمعه وأهله وأسرته، والغفلة والتهاون بمدى خطورة الأوضاع وحجم التحديات التي تواجه الأمة العربية في هذه المرحلة هو الأخطر أيضًا لكن عندما ترى وتسمع وتعلم بما يحاط بك ولا تفعل شيئًا تصبح قد شاركت الأعداء في هدم وطنك وتهديد أمنه واستقراره.

وأوروبا تفتري على الدول بأنها تساعد على غسيل الأموال ومساعدة الإرهاب والكونجرس الأمريكي يريد أن يعطل اتفاقات قائمة لدعم مجهود التحالف الذي يتصدى لعدوان إيران في اليمن والذي بدوره يهدد مصالح الدول الكبرى في المنطقة.

هذا مسح تشاؤمي لما يعيشه العربي ولكن لا مفر من تشخيص المعضلات حتى يكون الجميع على بينة بحجم التحديات على أمل أن يتبلور فكر جماعي يدعم جهود الدولة ويعطي كل من تسول له نفسه المساس بالأمن والاستقرار رسالة بأن اللحمة الوطنية صامدة ولن تسمح بأية محاولة تستهدف القيادة وتلحق المنطقة بطوابير الربيع العربي التي تتسول على أرصفة أوروبا وفي مخيمات اللاجئين في الدول المجاورة كما هو الحال في الأردن ولبنان حاليًا.

إن مستقبل الأجيال القادمة أمانة في أعناق الجيل الحالي وأي تفريط يؤدي للانفلات والفوضى ستنال عواقبه كل متسبب في ذلك.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store