Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد أحمد مقبول

إسراف

A A
الإسراف في أي شيء؛ حتى في النِّعَم والأشياء الجيدة والمفيدة، يُحوِّلها إلى عكسها، مع الإسراف تتحوَّل النِّعَم إلى نقم.. في شكل ورسم الكلمة تَغيَّر حرف واحد فقط، فتَغيَّر المعنى إلى نقيضه.

ليس هذا على الأشياء أو النِّعَم الملموسة فحسب، بل حتى في الأشياء غير الملموسة، مثل الإسراف في المشاعر، الاهتمام، الحماس، الاعتزاز بالذات، كل هذه الأشياء الإيجابية تتحوَّل إلى عكسها مع الإسراف.

ليس سيئًا أن نُحب المال ونُظهر النِّعَم التي أنعم الله بها علينا، ونُنفق على أنفسنا وأولادنا، ونتمتَّع بمُتع الحياة. ولكن متى أسرفنا في ذلك، تحوَّل الأمر إلى سفه وتبذير، وأصبح إنفاقًا مذمومًا.

جميل أن تكون لنا مشاعر حُب ومودَّة تجاه أشخاص أو أشياء معينة، ولكنها مع الإفراط والإسراف فيها تُقَابَل باللامبالاة، وتفقد قيمتها.

وجميل أن نهتم بشخص أو موضوع معين، ولكن مع الإفراط والإسراف في الاهتمام؛ ينقلب الأمر إلى هاجس، يتعب صاحب الاهتمام، ويُقابله عدم اكتراث من الطرف الآخر، لإحساسه بأنه بلغ قمة الاهتمام.

وجميل أن يكون لدى أحد مِنَّا حماس لموضوع ما أو شخص معين، ولكن هذا الحماس قد يتحوَّل إلى نقمة؛ عندما يفرط ويسرف في حماسه، نتيجة ما يقوده إليه من تهوُّر واندفاع.

وجيَّد أن يكون لدى الشخص اعتزاز بذاته وإمكاناته وقدراته، ولكنه يتحوَّل إلى كِبر وغرور وزهو وتضخم في الذات مع الإسراف في هذا الاعتزاز.. وهكذا.

لذلك حتى في كتاب ربنا العزيز، ذم الله الإسراف والمسرفين، ووصفهم بأنهم إخوان الشياطين، وأن الله لا يُحب المسرفين.

شيطان النفس، أو النفس الأمَّارة بالسوء، هي ما يُحفِّز ويُشجِّع الإنسان على الإفراط والإسراف، ليستمتع بالنتائج التي يؤدي إليها.

حتى في توقعاتك لا تُسرف...!

كن معقولًا في توقعاتك فيمَن حولك، وفي كل ما يتعلق بك، والأفضل أن تكون متواضعًا فيها.. فإنْ حدث أفضل منها، فالخير وأهله، وإن كان غير ذلك، فقد احتطتَ لنفسك وتجنَّبتَ الصدمة.

* تغريدة:

​عندما نكون متواضعين في توقعاتنا فيمَن حولنا، نُجنّبهم ونجنّب أنفسنا الملامة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store