مساجد جدة التاريخية

مساجد جدة التاريخية حيث عبق التاريخ والأصالة والجمال الممثل في مبانيها، ومساجدها، وحاراتها خلال عمرها المديد الذي تجاوز في بعض منها الـ(1000 عام)، وما زالت قائمة شامخة تدلل على حضارة ورقي هذه البلاد منذ مئات السنين، والتزام أهلها وسكانها بالتمسك بأهداب الدين الحنيف منذ بعثة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم.

هناك عشرات المساجد المتناثرة في المنطقة التاريخية، والتي يقصد بها جدة القديمة داخل السور والذي تمت إزالته في عام 1947م، هذه المنطقة التي كانت محصورة في حواريها الرئيسة: الشام، المظلوم، اليمن، والبحر، والتي بنيت منذ الأزل بسواعد أبنائها ورجالاتها المبدعين، وبإمكاناتهم المتاحة في تلك السنين، مع تزينها بالنقوش والحرص على جودة بنائها، حتى بقيت شامخة على مر السنين، حيث طالت يد الإصلاح والتطوير هذه المساجد الأثرية حتى بقيت شواهد تاريخية لهذه المدينة الضاربة جذورها في أعماق التاريخ.

بعض من هذه المساجد القديمة مثل: مسجد عكاش، والباشا، ومسجد المعمار، مرتفعة عن الأرض بمقدار ثلاثة إلى أربعة أمتار، ولذا يصعد إليها المصلون بالدرج الذي يمثل عقبة أمام صعود مرتادي المسجد خاصة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، الحريصين على أداء الصلوات في المساجد التي تقع في وسط أسواقها التي تموج بالحركة وكثرة المتسوقين والمترددين عليها من السياح والزائرين، ويشاركهم أصحاب المحلات، والدكاكين المجاورة، حيث تمثل هذه المنطقة الحيوية مركز الثقل التجاري في جذب السائحين، حيث يوجد بها العديد من المنشآت المهمة مثل: بيوتات المال، ومكاتب رجال الأعمال، والبنوك، والمولات، وغيرها من الخدمات التي تهم السائحين.

فحبذا لو تم عمل مصاعد كهربائية، أو سلالم كهربائية تعمل وقت الصلاة لنقل المصلين العاجزين عن الصعود إلى أروقة المسجد الداخلية، أو النزول بالدرج العادي مما يخفف من المعاناة على مرتاديها وعامريها.

لنا وطيد الأمل في وزارة الشؤون الإسلامية، ووزارة الثقافة، أو غيرهما من الجهات ذات المسؤولية المباشرة عن تطوير وإعادة تأهيل هذه المساجد في أن تعطي هذا الموضوع جُل اهتمامها لا سيما وأن هذه المنطقة بالذات يزورها الآلاف من السياح الأجانب من الدول العربية والإسلامية الذين يجدون متعة كبيرة في الصلاة في مساجدها العريقة التي ما زالت قائمة كدلائل حضارية على تاريخ مدينة جدة المجيد.