Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

ملعب الجنّة!!

A A
في مباراة ناديي الوحدة وأحد، التي جرت ليلة الجمعة الماضية في مكّة المكرّمة ضمن دوري المحترفين، أزعجني مُعلِّق المباراة بوصفه لملعب المباراة بأنّه «ملعب النار»، وتكراره لهذا الوصف عشرات المرّات دون كلل أو ملل!.

وهذا الوصف ـ ولو كان غير رسمي ـ لا يليق بملعب يقع في مكّة المكرّمة، وما أدراكم ما مكّة المكرّمة؟ إنّها البلد الأمين الذي لم يُبعث فيه خاتم النبيين إلّا لإنقاذ البشرية من النار، ولو كان هناك وصف يستحقّ إطلاقه على الملعب لكان «ملعب جنّة الأرض»، بحُكْم وقوعه بجوار بيت الله العتيق، ومسجده الحرام، ومشاعر الحجّ المقدّسة، وغيرها من آثار الإسلام وسيرة نبيّه صلّى الله عليه وسلّم، ممّا يشعر الإنسان فيها بالسكينة والراحة النفسية، وتهوي إليها ملايين الأفئدة كلّ عام!.

وليس وصف «ملعب النار» هو الشيء الوحيد الذي أزعجني، بل كذلك تركيب مقاعد حمراء، وطلاء مدرّجات الملعب وأسواره باللون الأحمر الذي لا يضخّ في الجسم هرمونات السعادة، وهو في اعتقادي تلويث بصري كبير، ولون غير مناسب في المكان المناسب، وأستغرب السماح به واعتماده من قبل هيئة الرياضة، ولو كان الهدف هو إثارة حماس لاعبي الوحدة بصفتهم أصحاب الأرض، وتخويف منافسيهم به، فإنّ ذلك لا علاقة له بالهدف.. البتّة، وما بينهما مثل ما بين المشرق والمغرب، وأكثر ملاعب العالم التي يُثار فيها الحماس أضعاف ما يُثار في هذا الملعب بعيدة كلّ البُعْد عن اللون الأحمر، ونادي الوحدة نفسه قد هُزِم فيه هزائم نكراء، ولم ينفعه هذا اللون بل كان وبالاً عليه!.

ولأنّ الملعب هو جزء من مكّة المكرّمة، ومرفق من مرافقها الحضارية الكثيرة والمُنتشرة في ربوعها، ولأنّ ملاءمة المُسمَّى لما سُمّي به مطلب أساسي، فإنّي أتمنّى ألّا يُوصف إطلاقاً بملعب النار، وأن تُركّب فيه مقاعد ذات لون آخر، وتُطْلى مُدرّجاته بلون آخر، مثل اللون الأبيض الرامز للسلام، أو اللون الأخضر الرامز للعلم السعودي الخفّاق، أو خليط منهما، ومراعاة خصوصية مكّة المكرّمة في وصف وأسماء مرافقها، إنّها مكّة المكرّمة يا سادتي، عظيمة المكان، وشريفة الزمان، ذات الجلال والوقار، ولا مكان في مرافقها لأيّ اسم أو وصف بنكهة النار!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store