Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

أيام النجاح..

A A
يرغب الجميع أن يمضي يوماً طيباً، أليس كذلك؟ ولكن القليل منا يعلمون معنى اليوم الطيب!! والقليل أيضاً يعلمون كيف يؤثر أسلوب عيشك اليوم على غدك!، لأن فهم النجاح لا يدرك حقيقته الكثير منا ويسيئون فهمه ويؤخذ بمنظور ضيق جداً، وإذا كانت رؤيتنا للنجاح معيبة فإننا نتعامل مع يومنا بمنهج خاطئ، ولذلك ينهار يومنا.

عندما تدقق النظر جيداً في المفاهيم الخاطئة فيما يتعلق بالنجاح وردود الأفعال التي تترتب عليها سوف تكون لديك القدرة على تصحيح الكثير من معتقداتك وبالتالي كيفية التعامل مع أيامك وتحويلها الى أيام نجاح مستمرة متى ما أردت ذلك.

نعتقد بأن النجاح مستحيل، لذا فإننا ننتقده، كلمة (الحياة صعبة) أغلب الناس لا يرون هذه الحقيقة التي تفيد فعلاً بأن الحياة صعبة، وبدلاً من ذلك يقضون أيامهم بالنواح بسبب فداحة مشاكلهم وأعبائهم ومشاقهم، وكأن الحياة كانت دوماً سهلة أو يجب أن تكون سهلة، ولأننا نظن بأن الحياة يجب أن تتسم بالسهولة واليسر، فنفترض العكس أن الصعوبات مستحيلة، لذا عندما يتخلى عنا النجاح فإننا نميل الى الاستسلام ونفترض أنه لن يتحقق، وحينها نشرع في انتقاد النجاح ونقلل شأن كل من يصل إليه، وكما قال الكاتب أمبروز بيرس إننا ننظر الى النجاح على أنه الخطيئة التي لا تغتفر ضد رفاقنا.

نعتقد أن النجاح غامض، لذا نفتش عنه، وإذا تخلى عنا ولم نفقد الأمل في الوصول اليه تماماً بعد، فإننا ننظر إليه كما لو كان سراً غامضاً كبيراً، فنظل نبحث عن الصيغة السحرية لتحقيقه، والمشكلة تكمن في أننا نود أن نجني ثمار النجاح دون أن ندفع ثمنها، ونتناسى بأن هناك خطوات لابد أن نمشيها تدريجياً للوصول الى أهدافنا وتحقيق النجاح، وصدقاً لا توجد وصفة سحرية للنجاح.

ونظن أن النجاح يأتي من الحظ ومن ثم نامل أن يأتينا. إن فرص النجاح القائم على الحظ لا تختلف كثيراً عن فرص الفوز باليانصيب وهي واحد بالمليون!! وعندما يتعلق الأمر بالنجاح فمن الأفضل أن نقفز اليه بدلاً من نأمل أن يأتينا مصادفة دون أي استعداد أو جهد يذكر منا، ونذكر بمعادلة النجاح التي تبدأ من الاستعداد حتى تأتي الفرصة وصولاً للنجاح.

هناك أيضاً من يعتقد بأن النجاح هو الإنتاجية فيسعى لها ويخلط بين الشعور بالرضا والنجاح، فالنظر الى العمل بكد وجهد هو النجاح، هو نظرة وحيدة البعد وهذا المنظور ليس صحيحاً دائما، كمن يعتقد أيضاً بأن النجاح مصدره النفوذ والسلطة أو حتى في العلاقات الكثيرة أو حتى التقدير، وكل هذا لا يحقق النجاح المستمر والدائم، فالنجاح مصدره الوصول إلى اتخاذ القرارات ومتابعة نتائجها، لكي يتحقق لك يوميا في مختلف أنحاء حياتك. فابدأ بتغيير معتقداتك حول النجاح من الآن، وانتظر النتائج المبهرة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store