Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

ريما بنت بندر وطريق الحرير!

A A
وأنا أتابع رحلة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد إلى الباكستان والهند والصين، أستحضر رؤية هيجل الفلسفية حول أبطال التاريخ؛ إنهم أولئك الذين تتوافق غاياتهم وأفعالهم البطولية مع إرادة روح العالم، فالأبطال هم الذين يحولون الإمكانيات الكامنة في الأحداث التاريخية إلى واقع عملي، أي تفاعلوا مع الأحداث المخفية ليواكبوا روح العصر.

الحركة في كل اتجاه والانجاز المبهر في كل مجال سمة من سمات ولي العهد الشاب المفعم بالطموح لوطن يتجاوز كل مَوَاطِن التخلف التي ربض فيها مستكيناً عقوداً من الزمن، بينما كانت تبدد خيراته قوى الفساد، وتعيق طموحاته قوى الرجعية والتطرف، رغم إمكانيات الوطن وقدرات المواطن، هي هذه الطاقة المبدعة التي يمتلكها محمد بن سلمان المحرك لعجلة التنمية والتطوير في كل مجال، كل القضايا التي كانت عالقة وراكدة أزالها بقرارات حازمة مستمداً القوة والإرادة من ثقة والده الملك سلمان، ومن التفاف الشعب السعودي الذي يتفاعل مع التغيرات السريعة والقرارات الناجزة كأرض جفَّت وتشققت في انتظار هطول الغيث، ثم انهمر غزيراً يروي طموحاته وأحلامه.

في زيارته للصين أزال العائق الأيديولوجي الذي أعاق قيام علاقات دبلوماسية مع الصين التي يحكمها الحزب الشيوعي؛ فقبل عام 1990م لم تكن هناك أي علاقة دبلوماسية بين المملكة والصين، ورفضت المملكة الاعتراف بالصين كدولة عام 1975م، هي هذه الشخصية التي تتفاعل مع روح العصر، وحاجة الوطن إلى تنوع العلاقات وبناء جسور الصداقة في كل اتجاه، أهمية الصين تبدو من حجم الاتفاقيات، 35 اتفاقية. مصلحة الوطن، حتى لو كانت في الصين، تلك الدولة التي أصبحت إحدى دول النمور الآسيوية، وأصبحت تصدِّر لنا كل شيء، لذلك يأتي توجه الارادة السياسية مواكباً لحاجة الوطن لهذه القوة الصناعية للنهوض بالصناعة استكمالاً لبنود رؤية 2030 التي ترتكز على تنوع مصادر الدخل، وأهم مصدر لتنوع الدخل هو المصدر الصناعي، لذلك اشتملت اتفاقيات التعاون بين المملكة والصين على مجالات الطاقة المتجددة، تطوير الاستثمار لتصنيع أجهزة التحكم الكهربائية وهياكل المحركات الهوائية، مولدات، وتعاون في مجالات عديدة لا يتسع المقال لذكرها.

الجزيرة العربية جزء من طريق الحرير، الذي كان طريق التجارة قديماً، وسُمي بطريق الحرير، لأن الصين كانت تزرع التوت الذي تتغذى عليه دودة القز، وتنتج الحرير، كانت الصين أكبر مصدِّر للحرير في ذلك الوقت. (طريق الحرير) روايتان أيضا إحداهما لرجاء عالم والأخرى لابراهيم عيسى، مستوحاة من ذلك الطريق التجاري المندثر والذي تضع الصين إستراتيجية فتحه مرة أخرى بالتعاون مع الدول التي تقع ضمن نطاقه.

عصر محمد بن سلمان يمكن أن يطلق عليه في ثنايا التاريخ عصر النهضة السعودية؛ لأنه حقق إنجازات ضخمة في كل مجالات الحياة، مد يده إلى المدن الأثرية المنسية فأحدث بها نقلة نوعية، المسرح والسينما أصبح وجودهما أمراً طبيعياً ليس فقط متقبلاً بل مبهجاً ومؤشراً على أن المواطن السعودي يعيش مرحلة تحقيق الأحلام والأمنيات التي كانت أيضاً في بند المستحيلات.

من ضمن المستحيلات التي تحققت ربما يعتبره البعض يخص المرأة فقط، لكنه يخص الوطن وكل مواطن، لأنه يؤكد أهمية شراكة المرأة «على حد سواء» والقضاء على التمييز ضد المرأة، ففي مساء السبت الماضي 23 فبراير 2019م

أحدث صدور الأمر الملكي بتعيين صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر آل سعود سفيرة لخادم الحرمين الشريفين في واشنطن بمرتبة وزير، بهجة لا توصف ليس فقط في المجتمع السعودي بل ترددت أصداء القرار حول العالم، لأن القرار كسر الجمود والتكلس اللذين أصيبت بهما المناصب القيادية على المستوى الذي عينت فيه ريما بنت بندر، ليس هذا فقط بل لأن ريما عُيِّنت سفيرة في أهم محطة دبلوماسية.

ريما بنت بندر تولت العديد من المناصب القيادية، في 2016 تولت منصب نائب رئيس هيئة الرياضة القسم النسائي، لتمكين النساء من ممارسة الرياضة وحضور المباريات، وتفعيل الرياضة في مدارس البنات.

هي ريما بنت بندر تفتح طريق الحرير للمرأة السعودية..في عصر محمد بن سلمان قائد عصر النهضة السعودية.

nabilamahjoob@ yahoo.com

​للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (27) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 (Stc)، 635031 (Mobily)، 737221 (Zain)

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store