Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمود إبراهيم الدوعان

دعم الأطباء الاستشاريين في المستشفيات العامة

A A
بدأ الأطباء الاستشاريون السعوديون يأخذون مكانهم الصحيح في معظم المستشفيات العامة التابعة لوزارة الصحة، حيث تميَّز بعضهم في تخصصاتهم، وقدَّموا خدمات جليلة لمرضاهم، ويبذلون جهوداً كبيرة في سد العجز الحاصل في أعداد الأطباء لكثرة المراجعين من المرضى السعوديين والمقيمين، الذين يبحثون عن العلاج والاستشفاء في مستشفيات الوزارة، هرباً من التكاليف الباهظة التي تحصل عليها الكثير من المستشفيات الخاصة.

كثرة المراجعين من المرضى لعيادات الاستشاريين، أثَّرت على أداء هؤلاء الأطباء، من حيث مساحة الوقت التي تُعطَى لكل مريض، لطول قائمة انتظار المرضى خارج العيادة، ووقت الطبيب مُحدَّد ما بين (9.00 صباحاً - 12 ظهراً)، وبذلك لا تزيد المقابلة للمريض عن (5 دقائق)، حيث ينظر الطبيب في نتائج التحاليل ويقول للمريض: وضعك كويس ونشوفك بعد (6 شهور وربما أكثر) وأنت طيب. لأنه مضطر لذلك لكثرة عدد المرضى في القائمة، وكلهم لديهم مواعيد نظامية مع الطبيب، غير القادمين من خارج المواعيد، ويقابلهم الطبيب بحكم العامل الإنساني، حيث إن هذا المريض من خارج القائمة لم يأتِ للعيادة، إلا وقد أنهكه المرض، والمواعيد النظامية متباعدة جداً، فيضطر للوصول إلى الطبيب بأي طريقة كانت، وله العذر في ذلك.

الطب عمل إنساني، وتعامل الطبيب الراقي مع مرضاه يمكن أن يكون فيه نصف العلاج، لأن المريض يحتاج إلى شرحٍ مُبسَّط عن الحالة، ومدى التحسُّن الذي طرأ عليه خلال فترة العلاج، ويحب أن يسمع نصائح الطبيب، ومدى فعالية الدواء المُعطَى، وهذه الأمور ربما تأخذ وقتاً من (20- 25 دقيقة)، لكي يخرج المريض من عند طبيبه، وهو في راحة نفسية تامة.

وزارة الصحة لم تألُ جهداً في قاصديها، ولها إسهامات كثيرة، وتحاول جاهدة وبكل الوسائل المتاحة أن تُقدِّم خدمات صحية جيدة للمرضى والباحثين عن العلاج في مستشفياتها، ولكن هناك بعض الأمور المهمة التي نقترح أن تأخذ بها الوزارة، أو تجد البديل المناسب لإنجاز هذه المهام ومنها: تقليل عدد المرضى المراجعين للطبيب الاستشاري، فبدلاً من أن يُقابل عشرين مريضاً في اليوم (من 9 صباحاً إلى 12 ظهراً)، يُفضَّل أن يكون العدد (10) مرضى فقط، إذا كان الاستشاري يُداوم في العيادة يوماً واحداً في الأسبوع، ويمكن أن يقسّم عدد المرضى على يومين، أو إضافة ساعات مماثلة بعد الظهر في نفس اليوم، ويعطى الطبيب مقابلها أجر تلك الفترة (حتى لو كان راتباً كاملاً)، حسب تقدير الوزارة، ونشاط وجدية هذا الاستشاري في خدمة مرضاه، وحتى يتسنى له إعطاء المريض الوقت الكافي للاطلاع على ملفه، وتقديم نصائحه وارشاداته، وهو في سعةٍ من وقته، كما هو معمول به في معظم دول العالم الأول.

خدمات إنسانية بسيطة؛ ولكنها يمكن أن ترتقي بالطب في بلادنا، حيث يشعر المريض بأنه قد نال حقه من الخدمة الصحية التي تُقدِّمها الوزارة، وأيضاً تدعم أطباءنا المتميِّزين مادياً ومعنوياً من أجل تقديم رعاية كافية لمرضاهم، وخاصة المحتاجين منهم لهذه الدقائق الثمينة من مجالسة طبيبه المعالج، حتى نصل بخدماتنا الصحية إلى مصاف العالم الأول بإذن الله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store