Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

قمة «شرم الشيخ»: اعتراف بالاختلاف.. واتفاق على مواجهة التحديات

A A
بينما اعتُبر أن عقد قمة شرم الشيخ العربية - الأوروبية إنجاز قائم بذاته، إلا أن البيان الذي صدر عن القمة لم يكن على مستوى الطموحات التي كُنَّا نُعلِّق الآمال عليها، وكأن الأمر جاء وفق تصريح سابق لرئيس المجلس الأوروبي (دونالد توسك) الذي قال: «أعلم بأن هناك خلافات بيننا، لم نوجد هنا لندّعي أننا سنتفق على كل شيء، لكننا نُواجه تحديات مشتركة ومصالح مشتركة».

كان تعهد قادة الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية لتعزيز التعاون في الحرب ضد الإرهاب، والتصدي للهجرة غير المشروعة، وما تم الوصول إليه حيال القضية الفلسطينية، هو العنوان البارز لهذه القمة، أما ما عدا ذلك، مثل الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن، وتدخلات إيران في المنطقة، تم المرور عليها سريعًا عبر طرح جمل إنشائية، حتى لم يأتِ البيان على ذِكر الدول التي تُغذِّي تلك الصراعات، وتمد الميليشيات فيها بالمال والسلاح.

أتت قمة (شرم الشيخ) مكمِّلة لقمة الرياض، حيث تأخذ المملكة وشقيقتها مصر على عاتقهما رسالة السلام، والحفاظ على أمن المنطقة أمام المجتمع الدولي بشقّيه الشرقي والغربي، فرؤاهما تتمحور حول تحقيق السلام والأمن والازدهار في هذه المنطقة الملتهبة والمستهدفة من قِبَل الدول المارقة، فقمة الرياض جمعت زعماء العالم الإسلامي مع رئيس الولايات المتحدة، وتمخَّضت عن عقد شراكة أمنية، وتم خلالها تأسيس مركز عالمي مقره الرياض، لمواجهة الفِكر المتطرف، يتم من خلاله تبادل المعلومات بشأن المقاتلين الأجانب، وتحرُّكات الأنظمة الإرهابية، ويأتي مؤتمر شرم الشيخ مكمِّلاً هذا المسار، وهذه المرة مع الدول الأوروبية، والذي لخَّص فيه راعي المؤتمر الرئيس (عبدالفتاح السيسي) الأهداف المرجوة من خلف هذا التجمع، حيث ذكر بأن العالمين العربي والأوروبي في أمسِّ الحاجة لتأكيد وحدتهما في مواجهة خطر الإرهاب، وحذَّر من تداعيات استمرار النزاع في الشرق الأوسط على كل الدول، فَتَرْك النزاعات في ليبيا وسوريا واليمن بدون تسوية سياسية، يُمثِّل تقصيرًا من الجميع، نعم هناك نقاط اختلاف بيننا ومُدركون لذلك، بل وحتى بين الدول الأوروبية نفسها، إلا أن هناك قضايا نتفق حولها، وعلى رأسها قضية العالم العربي بأكمله (فلسطين)، والتي ركَّز عليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله- في خطابه في قمة شرم الشيخ، مستشهدًا بقرارات قمة (الظهران) العربية، التي دعت إلى ضرورة استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقهِ المغتصبة، ووصفها الرئيس (عبدالفتاح السيسي) بأنها أحد جذور الصراعات في المنطقة.

ومع أن البيان الختامي لمؤتمر شرم الشيخ لم يشر إلى دور إيران في الصراعات التي تشهدها المنطقة، إلا أن التمسُّك باتفاق (استكهولم) حول اليمن، والقرارات الدولية الصادرة حول هذا النزاع تعتبر بادرة طيبة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store