Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

الشجاعة في القضاء على المركزية

A A
تختلف الأساليب الإدارية من جهة إلى أخرى، فالبعض يفضل المركزية الإدارية وهو أسلوب قديم اعتادت العديد من الإدارات على استخدامه لبسط سيطرتها على كافة شؤون الإدارة والجهات التابعة لها، فالمركزية هي حصر صلاحيات القرار وتجميعها في يد سلطة واحدة رئيسية سواء كانت فرداً أو عدداً من المديرين الذين ينفردون بالبت في جميع القرارات المرتبطة بتلك الإدارة، فالسلطة هنا محصورة بيد مستوى إداري أعلى وهو المعني فقط من بين جميع المسؤولين باتخاذ القرار دون مشاركة لمستويات أخرى.

في الماضي كانوا يستخدمون تلك الطريقة اعتقادًا منهم أنها تساعد على المراقبة والسيطرة والتأكد من صحة القرار وحصر المسؤولية وتطبيق السياسات والأنظمة والمساعدة على الانضباط ومع ذلك فقد كانت هناك مساوىء من استخدام مثل هذا الأسلوب تتمثل في احتكار صدور القرار في فرد واحد واتكالية باقي إدارات المنشأة على جهة واحدة في اتخاذ القرارات وانعدام الابتكار وطرح الأفكار والمخاطرة في صدور القرار من جهة واحدة في حال الفشل، كما تساهم مثل تلك المركزية في انخفاض الروح المعنوية عند فريق العمل وقتل العمل بالروتين الإداري وتقليل فرص النجاح وانعدام الاستقلالية وانتشار السلبية وايجاد مجموعات بديلة لطرح قرارات مختلفة غير نظامية.

الأسبوع الماضي بادر معالي وزير الشؤون البلدية والقروية المكلف الدكتور ماجد القصبي بتفويض أمناء المناطق والمحافظات ومسؤولي الوزارة بممارسة صلاحياته في حدود الأنظمة والتعليمات وفي نطاق الإشراف الإداري لكل منهم، كما فوَّض رؤساء المجالس البلدية بممارسة صلاحياتهم وفقًا لنظام المجالس البلدية ولوائحه التنفيذية، ويهدف هذا القرار إلى إلغاء المركزية في اتخاذ القرار، ومنح الثقة لأمناء المناطق والمحافظات ومسؤولي الوزارة وإعطائهم المزيد من الصلاحيات التي تمكنهم من أداء مهامهم بكفاءة عالية ووتيرة متسارعة لتحقيق خدمة متميزة لكفاءة المستفيدين من الخدمات البلدية، كما يساهم القرار في معالجة التحديات التي تواجه القطاع البلدي وتحقيق أداء مؤسسي مستدام ورفع كفاءة تنفيذ المشاريع والبرامج.

الصلاحيات التي منحها معالي الوزير لكبار المسؤولين في الوزارة وأمناء المناطق والمحافظات كثيرة جداً وفيها شجاعة كبيرة من المسؤول إذ من شأنها أن تساهم في سرعة إنجاز المشاريع البلدية ودقة تنفيذها بجودة وإتقان لأن فيها تفويضاً كبيراً للصلاحيات والسلطات للعديد من الإدارات كما أن فيها مرونة ونقلاً للسلطة من مستوى أعلى إلى مستوى أدنى.

بعض المسؤولين يعتقد بأن في منح الصلاحيات تقليلاً من مكانته ونفوذه وسطوته وقد يؤدي إلى تهميشه مستقبلاً فتجده يخشى منح الصلاحيات أو تفويض السلطات ويحتكرها حتى لو كان في ذلك تعطيل للعمل أو سوء خدمة للمستفيدين، ولذلك فمثل هذا القرار لا يحتاج إلى كفاءة إدارية فقط بل وشجاعة ورغبة جادة في تطوير العمل وتحسينه ونقل السلطات من المركزية إلى اللا مركزية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store