Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

سجال.. والضحية هو المواطن

A A
في الأسبوع الماضي وخلال ندوة « الشراكة بين القطاعين العام والخاص ودور المقاولين « والتي عقدت على هامش احتفالات غرفة جدة بمرور 75 عاماً على إنشائها، نشرت وسائل الإعلام تغطية صحفية عن تلك الندوة تضمنت توعد معالي أمين محافظة جدة بعض المقاولين المتلاعبين بعدم ترسية المشاريع عليهم مستقبلاً في ظل تعثر وتأخر 90% من مشاريع وزارة الشؤون البلدية والقروية وتعثر 40% من مشاريع مدينة جدة، كما هدد معاليه بوضع قائمة سوداء للمقاولين الذين يقتصر دورهم على الحصول على المشاريع وبيعها من «الباطن»، واستبعد معاليه أن يكون أولئك المقاولون شركاء للدولة خلال الفترة القادمة متسائلاً: (كيف نجعل المقاولين شركاء وهم بهذه العقلية)، مشيراً بأن مدينة جدة تعيش في أطنان من الردميات بسبب المقاولين كما أن شركات النظافة الحالية تساهم في عدم نظافة المدينة.

بادر أحد المقاولين بالرد مشيراً بأن المسؤول الذي يتم تعيينه ويكون قادماً من بيت التجارة يتغير تعامله وينعكس هذا التغير على المقاول، فهناك مستحقات لم يستلمها بعض المقاولين منذ عامين. وتبع هذا الرد رد آخر من معالي الأمين (بأن الكراسي لا تغير ولكن المسؤولية تتغير، فالأمين اليوم مسؤول عن تقديم خدمات للمجتمع عبر المقاولين). وهكذا يستمر السجال والرد بين معاليه والمقاولين ويستمر كل طرف في تحميل الطرف الآخر مسؤولية ما يحدث في الميدان والضحية في نهاية المطاف هو المواطن.

في الوقت الذي تؤكد الدولة فيه بأن القطاع الخاص شريك أساسي في التنمية، وفي الوقت الذي تتوالى فيه المبادرات الحكومية المختلفة لتحفيز القطاع الخاص وتشجيعه على النمو يأتي هذا الحوار المشحون بين المسؤول والمقاول والذي بالرغم من أنه اتسم بالشفافية والوضوح والاعتراف بوجود الأخطاء إلا أنه لم يقدم حلولاً عملية تساهم في تقديم خدمة مميزة للمواطن بل تفرغ للتهديدات وإعلان نشر قائمة سوداء بالمقاولين المتلاعبين والاستغناء عنهم، بل والإشارة إلى توجه الأمانة بتنفيذ الأعمال ذاتياً دون إرسائها على مقاولين.

في نهاية المطاف المواطن هو الضحية من هذا الجدل وهو المتضرر الأول من حالة السجال وتبادل التهم ومعركة التصريحات الحاصلة بين الأمانة والمقاولين، وإن كانت الأمانة اعتبرت تصنيف المقاولين غير مُجدٍ إلا أنها نوهت إلى أن الأهم هو تأهيل المقاولين، ولعل هذه الخطوة تكون بداية الطريق الصحيح للأمانة في أن تقوم بتأهيل وإيجاد مقاولين أكفاء وأمناء وجادين وأن يكون لهم قائمة بيضاء بدلاً من القائمة السوداء وأن تضع عليهم مراقبين صادقين لإنجاز المشاريع بشكل صحيح ودون تعثر وأن تعمل على تصحيح الأوضاع وإيجاد الحلول فهي بذلك تدعم القطاع الخاص الجاد والذي يعد شريكاً للدولة وتساهم في تقديم خدمة مميزة للمواطن.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store