Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

الفئران القطط.. مع التحية لأمانة جدة!

A A
بعض الشوارع في جدة تكتظ فيها المطاعم والمحلات التي تبيع الأطعمة بشكلٍ ربَّما لا يُمثِّل ظاهرة غريبة، وإنما ينسجم مع فكرة التخصُّص، وإتاحة خيارات عديدة للمُتسوِّق، كأسواق الأقمشة والأواني المنزلية، والمفروشات والمنتجات الأخرى التي تتجاور في نفس المنطقة، هكذا هذا الشارع على امتداده من تقاطع سلطان حتى تقاطع طريق الملك؛ تتجاور فيه المطاعم ومحلات بيع الأطعمة المختلفة والبقالات الكبيرة "سوبرماركت" تبعد عن بعضها بمئات الأمتار، لذلك من المنطق أن تكون هذه الشوارع المكتظة بالمطاعم تحت نظر وبصر الجهات المختصة بالصحة العامة والنظافة، وتطبيق معايير التخزين والعرض بشكلٍ يمنع تكاثر الحشرات والفئران، حتى أنها لا تسمح بوجود حشرة ضالة، يمكنها أن تتكاثر وتشارك البشر طعامهم وشرابهم، ويتوافق المظهر العام للشارع مع منطق معايير النظافة والصحة والأمانة؛ أي النظافة التامة، وخلو المطاعم والشوارع من الحشرات والحيوانات كالقطط والفئران، وعندما تظهر مثل هذه الحشرات والحيوانات بكثرة في شوارع تبيع الأغذية على المواطنين، فتلك ظاهرة غير سوية، وتتنافى مع معايير الصحة والنظافة والأمانة، وكل المعايير الأخلاقية التي يجب أن يلتزم بها أصحاب المحلات الغذائية، والمطاعم والبقالات في وجود أمانة للمدينة، لديها جيش من المراقبين، ووزارة الصحة التي تهتم بصحة المواطنين، لأن وجود الحشرات والقطط والفئران على الأرصفة تتجوَّل بأمان، دليل على أن لها مخابئ آمنة، وغذاءً وفيراً في مخازن ومستودعات تلك المطاعم والمحلات والبقالات الصغيرة والكبيرة، دون أن يكون لمراقبي البلدية أو الصحة دور في اكتشافها، بينما ترى بالعين المجردة وهي تتمخطر على الأرصفة دون خوفٍ أو وجل، ربما لشعورها بالأمان، أو لأنها أصبحت تألف وجود البشر حولها، وهي تُشاركهم ما يأكلون ويشربون، لذلك تمشي الهوينا، وهي تنتقل من رصيفٍ إلى رصيف، ومن بيتٍ إلى آخر.

عندما انتقلتُ للسكن في أحد الشوارع المشهورة بالمطاعم، ومحلات بيع الأطعمة، ظننتُ أني محظوظة بمجاورة تلك المتاجر، لأنها ستكون محط أنظار الجهات المختصة بالصحة والنظافة، ولكن بعض الظن إثم، هذه هي الحقيقة المؤلمة التي اكتشفتها يوماً بعد يوم، كافحتُ في حدود منزلي تسلل الحشرات والفئران، لكن أتصوَّر أن أمر الفئران استفحل لدرجة أن وصلوا إلى أحجامٍ كبيرة مدعومة بالأمان من المكافحة أو المقاومة، فأخذت تمشي على الرصيف الهوينا، رأيتها أكثر من مرة تمر من أمام باب داري، في البداية حسبت الذي يتحرك قطاً، لكن عندما ظهر وهو يُواصل سيره على الرصيف، تأكدتُ من أنه فأر كبير يمشي بأمانٍ تام، لأنه اعتاد -ربما- وجود أُناس حوله في مخبئه، ربما داخل مخازن ومستودعات الأطعمة، فالفأر يتغذَّى على كل شيء تقريباً، حتى الأخشاب والورق واللحوم، مارست الصمت سنوات ظناً بأن مشكلة جدة مع الفئران تتركَّز على شاطئ البحر، تابعتُ تقارير ومقالات نُشِرَت حول الفئران التي تتسلَّل داخل سفن البضائع، وتنسل منها إلى الشاطئ، لكن وجودها بهذا الشكل وبهذا الحجم في الشوارع التي تزدحم فيها المطاعم ومحلات الغذاء بكافة أشكاله؛ تُنذر بكارثة صحية وبيئية، أرجو أن تتصدَّى لها الأمانة، وزارة البيئة والمياه، وزارة الصحة، لابد من وجود طريقة تقضي على هذه الفئران، التي أصبحت بأحجام القطط، وتمشي آمنة مطمئنة، وربما تُشاركنا غذاءنا بنفس الأمان والطمأنينة، ونحن نشتري من تلك المحلات بأمان، واطمئنان بأن العامل يرتدي القفازات والواجهة الزجاجية في منتهى النظافة، لكن لا نعلم أن هناك خطراً مختبئاً في مكانٍ ما، يتربَّص بصحتنا وصحة أبنائنا.

هناك تحقيقات عدة منشورة في الصحف المحلية تتحدَّث عن ظاهرة الفئران القطط في شوارع جدة وانتشارها على كورنيشها، أرجو أن تختار أمانة جدة التحرك الفوري والآمن للقضاء على تلك الفئران القطط قبل أن تُشاركنا السكن في منازلنا!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store