Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

فوبيا الإعلام!

A A
· أتفهم جداً أن يمتنع مسئول حكومي عن الظهور والتحدث بشكل شخصي أمام وسائل الإعلام..هذه مسألة شخصية لابد من احترامها طالما كان هناك من ينوب عنه في التفاعل مع الإعلام ومع المواطنين، فليس كل مسئول جيد هو متحدث جيد بالضرورة.. لكن ما لا يمكن فهمه ولا قبوله هو كراهة ومحاربة البعض من المسئولين (وهم قلة ولله الحمد) للإعلام والإعلاميين بشكل غير مبرر ولا مقبول، حيث يظهرون عداءً حاداً، وكراهية مشبوهة للإعلاميين! . وهؤلاء في ظني -وليس كل الظن إثماً بالتأكيد- مصابون بـ (فوبيا الإعلام) وهي حالة من (الحمق الاداري) تعتري البعض، فتجده يبدي غضباً عارماً تجاه أي نقد قد يوجه لمؤسسته؛ حتى وإن كان نقداً حقيقياً ونافعاً، أو جاء في سياق وطني مهذب لا يحمل أي إساءة!.

· هذا الخوف المَرضي من الإعلام سببه في الغالب تركيبة كريهة من الخوف والضعف الذي قد يتملك المسئول (بسبب أخطاء يخشى انكشافها)، بالإضافة إلى نسبة مماثلة من الغرور والتسلط الذي يتسلل إليه بسبب موقعه، لذا تجد معظم المصابين بهذا الداء يعتقدون أن في إبعاد الإعلاميين عن دائرتهم حماية لهم ولكراسيهم.. ولا يعلمون أنهم يشيرون إلى أنفسهم؛ على طريقة (كاد المريب أن يقول خذوني).

· لا أظنني بحاجة للتذكير بأهمية الإعلام، فالنقد الإعلامي العقلاني والبعيد عن الشخصنة أداة وطنية مهمة لتقويم وإصلاح كامل المنظومة الإدارية لأي دولة، وهذا ما يحثُّ عليه خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله - في قوله: "المملكة ليست مثل الدول الأخرى التي بها حصانة لمسؤوليها، وإنما يستطيع أي أحد أن يقدم شكوى في أي أحد، كما فعل الملك المؤسس عبدالعزيز وجميع ملوك المملكة. رحم الله من أهدى إليّ عيوبي. إذا شفتوا شي يضر بدينكم أو وطنكم أو المواطنين فالله يحييكم". وهو عين ما تضمنته رؤية سمو ولي العهد للمملكة 2030 التي يشكل النقد والحوكمة ركنين مهمين من أركانها.

· على كل مسئول أن يدرك جيداً أن الإعلامي شريك له في تحمُّل المسؤولية تجاه الوطن.. وأنه يملك الحق في ممارسة النقد تجاه أي مسؤول يتولى المسؤولية، ويجلس على كرسي الوظيفة العامة لا كرسي صالون بيته!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store