Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

المشاريع الصورية

A A
أثناء قيام معالي وزير البيئة والمياه والزراعة بزيارة مؤخراً لمنطقة الباحة؛ نشرت صحيفة المدينة خبراً عن قيام أحد المواطنين بتقديم شكوى حول ما اعتبره المواطن مشروعاً صورياً أقيم له احتفال صوري بإيصال المياه، وذلك من خلال قيام إدارة المياه بتمديد الشبكة وتركيب العدادات والخزان والمضخة منذ عشرة أعوام وحتى تاريخه لم تصل المياه، وأفاد المواطن بأنه بالرغم من وجود التزام من قِبَل مياه الباحة أمام أمير المنطقة بإيصال المياه لجميع القرى في موعد أقصاه 1/4/1440هـ، إلا أنه تم القيام بعمل افتتاح صوري للمشروع فقط.

بدوره رد معالي الوزير على تلك الشكوى وفق ما ورد في الخبر «أنه سيتم التحقق من الأمر ونسب الإنجاز والرفع بتقرير مفصل عنه، فإذا كان صحيحاً سيتم التحقيق والمحاسبة، وإذا كان غير صحيح ما أشار إليه المواطن فيجب عليه الاعتذار ورد الاعتبار للوزارة»، وقد بادر معاليه بتوجيه التحقيق فوراً في تلك الشكوى، ونشرت صحيفة المدينة بالأمس خبراً تضمَّن تصريحاً من الرئيس التشغيلي لشركة المياه الوطنية، مفيداً بأنه تم الوقوف على المشروع، مؤكداً وصول المياه إلى 6 قرى تشمل 665 عميلاً من إجمالي 1660 عميلاً، التي ترتبط بيوتهم بالشبكة، مشيراً بأن البيانات تؤكد تشغيل 40% من عدادات المياه التي تم تركيبها، كما نفى مدير عام المياه في المنطقة عمل أي حفل صوري لسمو أمير المنطقة.

تلك القصة تُؤكِّد بأننا نعيش اليوم بين حقيقتين، وهما: أن هناك مشاريع متعثرة قد تكون موجودة في بعض الجهات الحكومية وبعض المناطق ولها أسبابها، كما أن هناك بعض الشكاوى، والتي يجب أن نتحقق منها ونتأكَّد من صحتها، وأنه ليس الهدف منها إثارة البلبلة وتصفية الحسابات، مع ضرورة أن يتم بيان وكشف حقيقة الوضع للمسؤول من خلال جهات مراقبة ومتابعة ميدانية تقوم بالتأكُّد من سير تلك المشاريع، والتأكُّد بأنها ليست صورية وترفع تقاريرها الميدانية بكل حيادية وبصفة دورية، بحيث يعرف المسؤول وضع سير المشاريع الموجودة أوّلاً بأول، ونسبة إنجازها وأسباب تعثرها إن وجدت، ومن المسؤول عنها.

المواطن والمسؤول هم أبناء هذا الوطن، والجميع يتمنى أن يتم إنجاز كافة المشاريع التي تعتمدها الدولة من أجل الوطن، فهذه المشاريع هي في نهاية المطاف للمواطن، ولذلك فعلى المواطن إن رأى تعثراً أو تأخراً في بعض المشاريع الموجودة خصوصاً في مدينته أو قريباً منه أن يتواصل مع الجهة المسؤولة عنها من خلال وسائل الاتصال النظامية، ويفيدها بما لديه من ملاحظاتٍ بطريقة مناسبة وموثقة، وهي بدورها يجب أن تقوم بالتحقق والرد وتوضيح الأسباب التي أدت إلى ذلك التعثر أو التأخر إن وجد، فالجميع يجب أن يستشعر بأننا ننتمي لكيانٍ واحد، ونعمل من أجل رفعة وازدهار وطننا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store