غرائب وربما مفاجآت جنيتها في رحلة البحث الذي دامت 30 يومًا استثمرت فيها ملصقات الوظائف وتحايلت خلالها بألف وسيلة لكشف المستور بل المسكوت عنه في الملف.. فخلف كل امرأة تعمل رجل يختبىء وراء الكواليس متحديًّا بجرأة قرار العمل الذي يحول بين السيدة والرجل في نفس المكان..
بداية مثيرة كسيناريوهات أفلام هوليود بدأتها باحثة عن وظيفة مستثمرة الملصقات الإعلانية والتي تداعب الفتيات بوظائف شاغرة، وللحق فزت بدعم لوجستي من كل من يعرفني ومن لا يعرفني حيث شجعني الكل على التواصل مع المشرفات المسؤولات عن التوظيف مع فواصل من المديح والثناء غير المنقطع حتى ظننت أن كل موظفة تنال نسبة إذا أوقعتني وأوقعت من هن مثلي في شبكة هذا الشركة أو ذاك المحل.
نصف يوم
أوعزت للكل برغبتي العمل نصف يوم فقط متعللة بكشف قدرات التحمل والتقبل داخلي، ومن بعد ربما أستمر في الدوام الكامل وبالفعل نجحت في إقناع إحداهن وعلى مضض بشرط ألا تتحمل مسؤولية ذلك في أي ناحية وأن تقتصر وظيفتي في زاوية واحدة من المحل تفيد الزبائن بأسعار السلع دون الخوض في أي تفاصيل أخرى مثل المقاسات والألوان ونحوها وتمت الصفقة بنجاح.
الرجل السري
كانت الدقائق الأولى من عملى كفيلة بكشف ثالث المفاجآت، سر غامض يتوارى خلف كواليس الحكاية يتمثل في وجود رجل بشكل دائم حول الموظفات يستعنَّ به ويتعاملن معه.. أمعنت النظر في طبيعته وأسباب وجوده فإذ به شديد التوتر، يتحاشى التعامل المباشر مع الزبائن، يخرج من المحل كثيرًا، يراقب الوضع عن بُعد، يختبأ في مخزن المحل! أكملت حيلتي لأستكشف الأمر أكثر وأزيل اللثام عن خباياه فأوهمت الموظفات بأنني أخشى بأن يمنعها زوجها من الوظيفة بحجة الاختلاط بسبب وجود هذا الرجل -أسيويّ الجنسية- ورغم اعتقادي أن 100% من الموظفات يخشين ذات الأمر ولكن تفاجأت بالعكس تمامًا..!!
مهم وحتمي
موظفات أجمعنَّ بأن وجود العامل الخفي أمر ضروري في جميع الشركات تقريبًا التي تقوم بتوظيف النساء لقلة خبرتهن في إدارة الأزمات وأضفن العامل هو المحرك الأساسي تقريبًا للمحل خاصًة فيما يتعلق بتدريب السيدات عمليًا وعندما تتعرض الأنظمة وصناديق المحاسبة إلى التعليق أو الخلل ونحتاجه عند مراجعة الحسابات وتلافي عمليات النصب والاحتيال التي قد نتعرض لها، وكذلك في صيانة جميع ما يتعلق بالمحل كما أنه يحمل دومًا مفاتيح النسخ الاحتياطية معه ويساعدنا في ترتيب البضائع ثقيلة الوزن والتي تحتاج لمجهود بدني عالٍ، كما يبدو واضحًا أن العامل هو الآمر الناهي في المحل والموظفة لا تجيد عمل كل شيء إذ أنها تعود إليه باستمرار للاستفسار والسؤال حول السلع.
وافدات لاسعوديات
تعمدت زيارة الأسواق الشعبية النائية البعيدة عن النطاق السكاني لأقف على المفاجأة الرابعة فبيئة العمل غير صالحة لعمل المرأة إذ تكتظ المحلات بالعمالة الوافدة من مختلف الجنسيات مع وجود موظفة واحدة فقط تعمل معهن كواجهة لا أكثر لتفادي مخالفات وزارة العمل، ومع المفاجأة الرابعة كانت الخامسة التي أوجعت القلوب حيث تعمل الموظفات السعوديات واجهات خادعة لعمليات التوطين أما مزاعم التمكين فلم تتم حتى الآن بشكل كامل لغياب مهارات إدارة الأزمات.
رضا وقبول
موظفات أكدن أن الرواتب إلى حدٍ ما مُجزية والشركات غالبًا ما تعطي مميزات وحوافز لموظفاتها مثل الخصم الخاص لعدة أشخاص لكل موظفة، وكذلك الهدايا من بعض البضائع وفي المواسم، وغيرها من الحوافز التي تختلف من شركة لأخرى، أما الرواتب فهي تكون محددة برقم معين وعلى سبيل المثال يكون المبلغ 3500 إلى 4500 كراتب أساسي حسب منصب الموظفة هل هي بائعة أم مشرفة، وتكون هناك زيادة إلى5000 أو5500 أو قد تزيد في حال حققت الموظفة نسبة مبيعات معينة تحددها الشركة.
تجاوز الغرامات
طرق احتيالية ما أكثرها للفرار من رقابة وزارة العمل وزياراتها الدورية وأساليب ملتوية لتجاوز الضبط حال الكشف عن الرجل وهو يعمل مع السيدات داخل المحل إذا كان متخصصًا فقط في بيع مسلتزمات المرأة، أما المحلات متعددة الأقسام فإن وجود الموظف فيها لا يعد مخالفة تستوجب العقوبة.
عمل المرأة
لا أنكر أن وزارة العمل تصدت لتحديات وقفت عائقًا في طريق عمل المرأة وأرقت عملية استقرارها الوظيفي لسنوات طويلة من خلال برنامجي (قرة) و (وصول) ولكنها لم تتصدَ للصدمات المخيفة التي يشهدها العمل الفعلي التي رصدتها بحيادية وإنصاف.
لا للمنقبة
سألت جميع الموظفات اللاتي صادفنني عن شرط المظهر فأكدن لي أن هذا الشرط كان وراء رفض الشركات لعمل الغالبية العظمى خاصةً المنقبات، حيث كان شرط حسن المظهر مطلبًا أساسيًا للحصول على بعض الوظائف ويتم استبعادهن من الترشيح للوظيفة لعدم تحقق الشرط ولكن لا تفصح الشركات بشكل صريح عن ذلك مؤكدات على أن هناك العديد من الفتيات قبلن بذلك بسبب الحاجة إلى الوظيفة إلا أنه عندما اكتشف ذويهن الأمر خسرن وظائفهن للأسف!
مشاهدات صادمة لمحررة « المدينة »
- 13 صفة للرجل الغامض.. والمخزن مخبأه الأمين.
- الوافدات يسيطرن على الوظائف والسعوديات واجهة للتوطين المزيف.
- فتيات ينزعن النقاب تعاطيًا مع شرط المظهر المجحف.
- موظفات يتعاطين جبرًا مع واقع الحال ويتعاملن مع الرجل الغامض.
- طرق احتيالية للفرار من «العمل» وزياراتها الدورية وتجاوزالضبط الفجائي.
- بر نامجا (قرة) و(وصول) مهدا الطريق ولكنهما لم يتحديا الأزمة.
ماذا تعرف عن (قرة ووصول)؟
(وصول) هو برنامج لنقل المرأة العاملة ويهدف لمساعدة الموظفة في تخطي صعوبات المواصلات من وإلى مكان العمل وذلك في سبيل دعم استقرارها الوظيفي، ويعمل البرنامج بدعم مالي من صندوق تنمية الموارد البشرية وبالتعاون مع تطبيقات توجيه المركبات لتقديم خدمة النقل بجودة عالية وبتكلفة مناسبة.
حيث يساهم الصندوق بتغطية 80% من تكلفة النقل بحد أقصى 800 ريال شهريًا لمدة 12 شهر.
(قرة) هو برنامج يقدم خدمة ضيافة لأطفال المرأة العاملة في القطاع الخاص، من خلال عدة مراكز مرخصة ومنتشرة في أنحاء المملكة.
بحيث تتحمل وزارة العمل 80% من تكلفة الحضانة في السنة الأولى وهو ما يعادل 800 ريال شهريًا، وتتدرج نزولاً إلى أن تصل التكلفة إلى 400 ريال في السنة الرابعة، حيث إن الدعم لمدة أربع سنوات فقط، وبحد أقصى طفلين لكل مستفيدة.
شروط الالتحاق ببرنامجي (وصول وقرة)
- الجنسية السعودية.
- العمر ما بين 18-65 سنة.
- أن يكون الأجر الشهري 8 آلاف ريال أو أقل.
- تكون الموظفة مسجلة بالتأمينات الاجتماعية.
- ألا يتجاوز عمر الطفل 4 سنوات لبرنامج قُرة.
13 صفة في الرجل الغامض في محلات النساء
- شديد التوتر
- يتحاشى التعامل المباشر مع الزبائن
- يخرج من المحل كثيرًا
- يراقب الوضع عن بُعد
- يختبئ في مخزن المحل
- يتم العودة له عند مراجعة الحسابات وتلافي عمليات النصب
- يساعد قليلات الخبرة في إدارة الأزمات
- محرك أساسي للمحل خاصًة فيما يتعلق بتدريب السيدات
- صيانة جميع ما يتعلق بالمحل
- يحمل دومًا النسخ الاحتياطية من المفاتيح
- يساعد في ترتيب البضائع ثقيلة الوزن
