لَن تَنتَظر اليَوميَّات؛ أَنْ يُعبِّر القُرَّاء والقَارِئَات؛ عَن حَالة المَلَل من الانتظار، لِذَا هَا هِي تُعَاجلهم بتَغيير وَجههَا، عَلَّها تُغيِّر الأَجْوَاء والنَّفسيَّات:
(الأحد): أَحيَاناً تَكرَه مَكَاناً مَا، أَو لُغَةً مَا، أَو رَائِحَةً مَا، لأَنَّهَا تُذكِّرك بشَيءٍ مَا، وقَد انتَبَهَت إلَى ذَلك الأَديبَة الجَزَائرية «آسيا جبار»، حَيثُ قَالَت: (لَم أَعُد أُحب اللُّغَة العَربيَّة، إنَّها فِي الجَزَائِر لُغة الذّكُور، لُغة السُّلطَة والطُّغيَان)..!
(الاثنين): الكَثير مِن النَّاس يَتحجَّج بقِلّة الفُرص، وأنَّه لَم يَأخُذ حَقَّه؛ لأَنَّ الفُرص شَحيحَة، ولَكن يَعرف العُقلَاء؛ أَنَّ الفُرَص لَا تَتسكَّع فِي الأَسوَاق؛ مِثل بَعض النِّسَاء، بَل هِي تَحتَاج إلَى مَن يَبحَث عَنهَا، ويَخطُب ودّها، ويَتهيَّأ لَهَا، وفِي ذَلك يَقول الكَاتِب الكويتِي «عبدالله الشيتي» -رَحمه الله-: (الفُرَص كَثيرَة، ولَكنَّها لَا تَتسكَّع أَمَام الأَبوَاب أَبداً)..!
(الثلاثاء): يَجب أَنْ نَحتَرم مَلَابِس المَرأَة -أَيًّا كَانت هَذه المَرأَة-، لأنَّ عَدم احترَامنَا لمَلَابسهَا، يُوحِي بأنَّنا لَم نَدفَع فَوَاتيرها، حَيثُ يَقول أَحَد الكُتَّاب السَّاخرين: (الرَّجُل الذي يَضحَك عَلَى مَلَابس المَرأَة هَذه الأيَّام، لَم يَدفَع فَوَاتيرها بَعد)..!
(الأربعاء): عِندَما اشتَغلتُ فِي اليَوميَّات، صِرتُ أَعثُر عَلَى مَقولَات تَتمَلَّك إحسَاسي، بسَبَب غَرَابتهَا التي تَسبقهَا، ومِن ذَلك مَعلُومَة قَرأتُهَا تَقول: (مِن المُخَالِف للقَانون، أَنْ تُصبِح سَميناً فِي اليَابَان)..!
(الخميس): المَعَارك تَتنوَّع فِي مَوضُوعَاتهَا، وتَختَلف فِي ضَراوَتهَا، ولَكن مَا أَكثَر المَعَارك إيلَاماً؟.. إنَّه سُؤَال يُطرَح باستمرَار، ولَم تُجِب عَنه إلَّا الأَديبَة «باربارا جريزوتي هاريسون»، التي تَقول: (أَكثَر المَعَارك الأَخلَاقيَّة إيلَاماً، لَا تَكون بَين الخَير والشَّر، بَل بَين الخَير والأَقَل خَيراً)..!
(الجمعة): جَمَال الإنسَان فِي أَسرَاره، وفِي غمُوضِهِ، ونَحنُ دَائِماً نَرَى أَنَّ المَرأَة المُنقَّبَة؛ أَكثَر جَاذبيَّة؛ مِن المَرأَة التي تَكشف وَجههَا، وقَد أَشَار إلَى ذَلِك الأُستَاذ «محمد عبدالقادر»، حِينَ قَال: (حِينَ يَأتي جَمَال المَرأة بلَا غمُوض، فلَيس لَه سِرّ، ولَيسَ لَه سِحر)..!
(السبت): الثَّقَافَة والعِلم والأَدَب؛ مِن أَسَاليب تَزوير الوَاقِع، وإعطَاء نُسخَة افترَاضيَّة للحيَاة، ممَّا يَحجب المَواقع، و»يُلخبِط» الوَقَائِع، وفِي ذَلك يَقول الأَديب السَّاخِر «جورج برنارد شو»: (مَا نُسمِّيه تَعليماً وثَقَافَة، هو لَا شَيء؛ إلَّا استبدَال التّجربَة بالقِرَاءَة، والحيَاة بالأَدَب، والوَاقِع المُعَاصِر بالخيَال المَحض)..!!
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
