Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

أين نادي المدينة الأدبي؟!

A A
لمن لا يعرف، فقد تأسَّس نادي المدينة الأدبي عام 1395هـ، أي منذ 45 عاماً، بعد موافقة الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- الرئيس العام لرعاية الشباب آنذاك، وتولَّى مجلس إدارته أعضاؤه المؤسسون الأستاذ عبدالعزيز الربيع، والأستاذ حسن مصطفى صيرفي، والأستاذ محمد هاشم رشيد، والدكتور محمد العيد الخطراوي، والأستاذ عبدالرحمن الشبل، والأستاذ عبدالرحيم أبوبكر، وبعد انتقال المؤسسات الثقافية إلى وزارة الثقافة والإعلام السعودية، تم تشكيل مجلس جديد لإدارة نادي المدينة الأدبي، برئاسة الدكتور عبدالله عبدالرحيم عسيلان، وقد قاموا بدورهم في الفترة الماضية، وحققوا النجاحات والتميز لاسم النادي.

ومن مهام النادي -لمن لا يعرف- أن يقوم بتقديم محاضرات أدبية نقدية وتاريخية وتربوية، ومسامرات شعرية وأمسيات قصصية، بالإضافة إلى إصدارات النادي للكتب والمجلات المختصة، كما يختص بنشر البحوث الأدبية والثقافية المحكمة وفق القواعد الأكاديمية المتبعة في التحكيم والمتعارف عليها. وحقيقة جهود النادي حالياً موجودة، ولكنها مفقودة، حيث إن النادي يُقدِّم من حينٍ لآخر محاضرات وندوات ثقافية وأمسيات، لكن لا تتجاوز توجيه الدعوات جدار موقعه، لضعف ملحوظ في العلاقات العامة والجانب الإعلامي. حراك متواضع من جهة يفترض أن تكون منبراً لكل أديب ومثقف وإعلامي بالمدينة المنورة.

مع الأسف، خلال كتابتي لهذا المقال، حاولت الوصول إلى صفحة النادي الرسمية عبر الموقع الإلكتروني المعتمد للنادي، ولكنه بدا معطَّلاً من فترة، دون علم لمنسوبي النادي!! وتفاعل العديد من الكتاب والمثقفين حول موضوع النادي وتفعيل دوره في حِواري معهم، من خلال تقديم العديد من المبادرات والفعاليات متى ما أتيحت لهم الفرصة لتقديمها للنادي، والذين أشاروا إلى إعادة تحسين الصورة الذهنية للنادي لدى المجتمع المديني، وأيضاً من أبرز الملاحظات التي وصلتني فيما يخص بيئة وتجهيزات مبنى النادي المتقادمة، والتي تعكس صورة غير لائقة لضيوف المدينة وضيوف النادي بشكلٍ عام، كما أشار البعض إلى عدم وجود آليات لإبرام اتفاقيات التعاون مع النادي، كما هو معمول في النوادي الأدبية الأخرى بالمملكة، ولعل ما ساعد على انتشار الصالونات الثقافية والأدبية والعلمية الخاصة؛ غياب دور النادي والتفاعل الحقيقي مع المجتمع بصفة عامة، والذي يجب أن لا يكون محصوراً لفئةٍ معينة.

أخيراً، آمل من وزارة الثقافة متابعة أداء هذه النوادي، ومتابعة تنفيذ مهامها بشكلٍ مستمر، وكذلك تقييم مجالس إداراتها، ودورها في رسم إستراتيجيات ومستقبل النوادي الأدبية بالمملكة، فمهما نختلف في المهام الأساسية للنوادي، إلا أنه يظل دور النوادي الأدبية هو جزء كبير من المحافظة على الموروث الحضاري الثقافي للأدباء والكُتَّاب، والبحوث والدراسات، فهي الثروة المستمرة للأجيال القادمة، ونتمنى أن تُعطَى الفرصة لقيادة هذه النوادي لمن يكون قادراً على النهوض بها، مواكبةً لتطلعات وطموح المملكة ورؤيتها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store