Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

خسارة البيضة في رأس السناتور!!

بضاعة مزجاة

A A
أعجبني الغُلام الأسترالي الذي حطّم بيضةً نيّئةً على رأس السِنَاتُور الأسترالي المُعادي للإسلام «فرايزر أنينغ» عندما صرّح بعنجهيّة أمام وسائل الإعلام غداة المجزرة التي اقترفها إرهابي أسترالي في نيوزيلندا، وراح ضحيتها ٥٠ مسلماً فضلاً عن ٢٠ جريحاً، بأنّ المجزرة هي ردّ فعل ناجم عن هجرة المسلمين إلى نيوزيلندا، وأنّ المسلمين هم الإرهابيون في الأصل، ودعا إلى إعادة أستراليا لدولة يقطنها البيض فقط!.

والغلام مخطئ بلا شكّ، إذ خَسِر بيضة نيّئة قيمتها أقلّ من ربع ريال، على رأسٍ متحجّرة لمتطرّفٍ متعجرف لا يستحقّ أن يخسر المرء بسببه دجاجة فضلاً عن بيضة، ولو سلق الغلامُ البيضة أو «طجّنها» ثمّ أكلها مع الخبز لكان خيراً له وأفضل، ورغم ذلك أرفع القُبّعة تحيةً له لانتصاره للمظلوم، فالسِنَاتُور شيخ سياسي له ثقل، بيْد أنّ شجاعة الغِلْمان وإنسانيتهم حتّى لو لم يكونوا مسلمين تغلّبت على عنصرية الشيوخ وسفاهتهم!.

وإن كان هذا هو حال الشيوخ السياسيين هناك فما هو حال مؤيّديهم من العامّة الأستراليين الذين انتخبوه ليُمثّلهم في البرلمان؟ إنّها حقاً ظاهرة معاداة للإسلام قد بدأت تنتشر كالنار في الهشيم، والحكومات في العديد من الدول غير الإسلامية لا تفعل شيئاً يقضي عليها، أو يُقلّلها إلى الحدّ الذي لا يتمخّض عنه عنف أو إرهاب يفتك بالمسلمين!.

لكنّ ذاك هو الجانب السيىء من القضية، والجانب الحسن هو ألّا يقلق المسلمون، فمن يُقتل منهم بسبب مثل هذه الهجمات الإرهابية هم شهداء عند ربّهم، شاء الله عزّ وجلّ أن يتّخذهم هكذا، فيستأثرون بحياة أخرى في ظلّه يوم لا ظلّ إلّا ظلّه، واستشهادهم هو عربون لانتشار الإسلام أكثر وأكثر، ووقوع حبّه والتعاطف معه في قلوب العالمين، كهذا الغلام وغيره كثير، صدّقوني، ولقد صدق النبيّ صلّى الله عليه وسلّم حينما قال: «ليبلُغَنّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بِعِزِّ عزيز أو بِذُلِّ ذليل، عِزّاً يُعِزّ اللهُ به الإسلام، وذُلّاً يُذِلّ اللهُ به الكفر». وأتوقّع أن تشهد السنوات القادمة اعتناق أسراب جديدة من غير المسلمين للإسلام، بما ذلك في أستراليا ونيوزيلندا، وكلّما اشتدّ الأمر على الإسلام امتدّ، والمهم هو أن يُمارس المسلمون الإسلام الصحيح، الذي ارتضاه الله ديناً، ومن يبتغي ديناً غيره فلن يُقبل منه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store