Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمود إبراهيم الدوعان

اليوم العالمي للمياه 2019

A A
يحتفل العالم أجمع يوم الجمعة 15 رجب 1440هـ الموافق 22 مارس 2019م باليوم العالمي للمياه تحت شعار «المياه للجميع»، الذي يقام سنوياً في معظم دول العالم. عرفاناً وتقديراً لهذه السلعة الغالية التي لا يستغني عنها أي حي على وجه البسيطة، وهي دعوة مستدامة للمياه العذبة لأهمية هذه المياه في حياة الكائنات، والمحافظة عليها التي حثّنا عليها ديننا الحنيف بدون إسراف أو تبذير بقول الله عزّ وجلّ: «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين».. (الأعراف 31)، وقول المصطفى -صلى الله عليه وسلم- في التوجيه النبوي الشريف عندما مر بسعد -رضي الله عنه- وهو يتوضأ فقال: ما هذا السرف؟، قال: أفي الوضوء إسراف؟، قال: نعم وإن كنتَ على نهرٍ جارٍ، أو كما قال عليه أفضل الصلاة والسلام.

الماء أكسير الحياة، وهو عزيز الوجود في الطبيعة، خاصة في المناطق الجافة مثل بلادنا، بل تعدَّت ندرته حتى وصلت للمناطق التي تجري فيها الأنهار، حيث يعاني سكانها من قلة المخزون المائي وتدهور حالة المياه فيها، فهناك حوالي (3.6 مليار نسمة) -نصف سكان الكرة الأرضية تقريباً- يُعانون من نقص المياه وتلوثها، وقد قاربت معدلات الاستهلاك العالمية الحد الأقصى لها في القدرة على التحمل لاستنزاف الموارد المائية سواء في: الزراعة، أو الصناعة، أو الاستخدامات البشرية الأخرى لهذا العنصر الحيوي المهم.

الماء ليس للشرب فقط، وإن كان من أهمها، ولكن له إسهامات كثيرة منها: خدمة التنمية الشاملة التي ترنو إليها بلادنا في مجالاتها المختلفة، وتهيأت فرص العمل للشباب عبر الشركات العاملة فيه، وتحقق الأمن والاستقرار لسكان هذا الوطن والقادمين إليه من: الحجاج، والعمار، والزوار.

هناك عدة أسئلة يمكن أن نُوجّهها لشركة المياه الوطنية، أو الجهات ذات العلاقة بهذا الموضوع، والتي أوكل إليها هذه المسؤولية العظيمة، وقُدم لها عشرات المليارات من الريالات لكي تُوفِّر الماء للسكَّان، وتغطية احتياجاتهم بكمياتٍ كافية من المياه التي تضمن لهم الوفرة بدون مشقة وعناء في الحصول عليه. وقد حققت الشركة بعضاً من مهامها برعاية هذه الحكومة المباركة ولكن: كيف يتم إعلام الناس بأهمية الحفاظ على الماء في ظل غياب التوعية بذلك؟.

قيدت الشركة عملية الإسراف والهدر المائي بوضع تسعيرة للاستهلاك، ولكن فواتيرها تجاوزت الحدود المعقولة، حيث مثلت عبئاً ثقيلاً على ميزانية المواطن؟، ما الإنجازات التي حققتها الشركة خلال الثلاث أو الخمس سنوات الأخيرة في إيصال الشبكة للأحياء الشمالية من محافظة جدة، والتي ما زالت تشرب عن طريق السقيا بـ(الوايتات)؟.

أين مؤشرات الأداء لهذه الشركة لإيضاح ما تم أو لم يتم إنجازه خلال هذه السنوات؟، وأين أوجه القصور إن وجدت؟، لماذا لا تكون الشركة ذات شفافية عالية مع المواطن في تنفيذ وعودها، والالتزام بمشاريعها في الأزمنة المحددة؟.

الأمن المائي مطلب أساس لدفع عجلة التنمية في البلاد، وقد تحقق هذا المطلب منذ أن تولى الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- حكم وإدارة هذا الكيان، وسار على نهجه أبناؤه البررة من الملوك -رحمهم الله جميعاً- في استمرارية هذه السياسة الحكيمة في توفير الماء مهما كلّف من مبالغ، لعظم أهميته، وكذلك هو ديدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين -أيده الله- اللذين لا يتوانيان في تلبية احتياجات أبناء هذا الشعب الكريم في توفير الماء وبأقل الأسعار لكل من يطلب هذه الخدمة الغالية في بلادنا العزيزة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store