Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

«تويتر» والرأي العام

A A
يعرف بعض المختصين (الرأي العام) بأنه تعبير عدد كبير من الأفراد عن آرائهم حول موقف معين سواء بالتأييد أو غير ذلك، بحيث يكون ذلك العدد كافياً ليكون له تأثير سواء مباشر أو غير مباشر على موضوع أو قضية معينة، ويأتي ذلك التعبير إما من خلال مبادرة ذاتية أو من خلال استفتاء يقدم للجمهور، وكثيراً ما كنا نسمع عن وجود بعض الأدوات -وفي مقدمتها الأدوات الإعلامية- تلعب دوراً هاماً في تشكيل وصياغة الرأي العام وتحديد ملامحه وردود أفعاله بشأن بعض القضايا العامة، غير أن بعض الدراسات والأبحاث والتي نشرت مؤخراً أظهرت بأن وسائل التواصل الاجتماعية ولما لها من مميزات تفاعلية سريعة في نقل الأخبار والمعلومات والصور أصبحت هي من يلعب الدور الأساسي في تشكيل الرأي العام حول بعض قضايا المجتمع.

الصراع الحاصل بين وسائل التواصل الاجتماعية المختلفة ووسائل الإعلام التقليدية دفع بالأخيرة لأن تبحث عن أرض مشتركة وتحالف قوي وتناغم فيما بينها وبين تلك الوسائل خصوصاً مع انتشار شبكة الإنترنت وارتفاع عدد المشتركين فيها، وقد ساهم في سيطرة تلك الوسائل الاجتماعية وفي مقدمتها «تويتر» على تشكيل الرأي العام سهولة الاشتراك فيها عبر الهواتف الذكية وتعدد وظائفها إذ يمكن من خلالها التعبير عن الآراء المختلفة أو تنظيم الحملات التسويقية أو نشر الأخبار العاجلة أو إنشاء حسابات مختلفة في أي وقت وبأي عدد وبأي اسم، مما ساهم في جعل «تويتر» متصدراً للمشهد الإعلامي في المنطقة.

تأثر تشكيل الرأي العام بالمتغيرات التقنية والتكنولوجية المعاصرة وظهر ذلك بوضوح على ترتيب أولويات القضايا الاجتماعية والثقافية والتي يناقشها المجتمع ولعب «تويتر» دوراً هاماً في سلم تلك الأولويات بل أصبح المحرك الأساسي للقضايا المهمة والمواضيع التي يهتم بطرحها في المجتمع خصوصًا وإن جيل الشباب هو الأكثر استخدامًا لتلك المنصة «تويتر» وإن كثيراً منهم يعتبرها المصدر الرئيسي للمعلومات بالنسبة له.

السلبيات موجودة في التأثير على الرأي العام من خلال وسائل التواصل كتويتر سواء من خلال ظهور بعض العبارات غير اللائقة أو نشر الأخبار غير الصحيحة والشائعات أو توجيه الفكر الضال، إلا أن هناك العديد من الحلول المختلفة والتي يمكن من خلالها تجاوز تلك السلبيات وفي مقدمتها الاعتماد على الحسابات الحكومية الرسمية الموثقة والموجودة في وسائل التواصل كمصدر للمعلومات وتجاهل الحسابات الوهمية والتي يبلغ عددها عشرات الملايين حسب بعض الإحصاءات، إضافة إلى توعية مجتمعنا بمخاطر الحسابات الوهمية المسيئة والتحذير منها ومما تبثه من سموم وشرور لزرع الفتنة في مجتمعنا سواء كان ذلك من خلال نشر التغريدات أو إعادة النشر أو تلك التي تركز على أي وسم يخص قضايا مجتمعنا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store