Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمود إبراهيم الدوعان

مشاريعنا.. وضعف التنسيق بين القطاعات الخدمية

A A
يسعى القائمون على تطوير محافظة جدة إلى تنفيذ مشاريعها المختلفة وعلى رأسها صيانة الطرق، وجودة مكوناتها، وتسهيل انسيابيتها في جميع طرقاتها وشوارعها المكتظة دائمًا بملايين السيارات، وعلى رأس هؤلاء المتابعين لهذه المشاريع سمو أمير المنطقة، وسمو نائبه، وسمو محافظ جدة، وأمينها، ويدعم هؤلاء جميعًا قائد تنمية هذه البلاد وراعي نهضتها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين -أيده الله- وحرصهم الدائم على رفع المعاناة عن المواطنين، والعمل على راحتهم، وتسهيل مهام تحركاتهم اليومية لقضاء حوائجهم بسهولة ويسر.

فك الاختناقات المرورية وتسهيل حركة السير في معظم طرقات وشوارع جدة أمر بالغ الأهمية، ومن ضمن هذه المشاريع الحيوية مشاريع الكباري والأنفاق عند العقد النقطية المكتظة بالسيارات مثل تقاطع طريق المدينة مع طريق الأمير محمد بن عبدالعزيز (التحلية)، الذي بدأ العمل فيه مع مطلع هذا العام 1440هـ.

الجهات المشاركة في تنفيذ هذا المشروع (أمانة جدة، شركة الكهرباء، شركة المياه، وغيرها من الجهات ذات العلاقة المباشرة بالتنفيذ)، هناك ضعف في التنسيق فيما بينها، وغياب آليات وجود البدائل المناسبة لضمان انسيابية الحركة المرورية في هذا التقاطع المهم جدًا، والذي يربط المحافظة بجهاتها الأربع، علمًا بأن كفاءة السير والحركة فيه عالية للغاية على مدار الساعة.

حرصت أمانة جدة من خلال الإعلانات المتكررة التي سبقت المشروع على تنبيه السالكين للطرق باتجاه هذا التقاطع، بأن الطريق سوف يغلق، وأن هناك طرقًا فرعية أخرى يمكن التوجه إليها لضمان حركة السير دون تعثر، ولكن المشكلة التي يحدث عندها الإرباك خاصة عند أوقات الذروة، حين يقفل المرور بعض المداخل والمخارج لتسهيل حركة السير في طرقات الخدمة، مما يؤدي إلى إرباك حركة السير في الطرق الرئيسة، والفرعية، مثال ذلك: المركبات المتجهة في طريق المدينة الطالع بعد كوبري فلسطين سواء للقادم من وسط جدة حيث يلزم بالبقاء في الطريق الرئيس، أو للقادم من شارع فلسطين ومتجه لطريق المدينة يلزم بالبقاء في طريق الخدمة (إجباري)، لأن المرور يقفل المدخل الوحيد لطريق المدينة، أو المخرج الوحيد المتجه لشرق جدة شارع غرناطة وغيره من الشوارع الأخرى (خاصة وقت زحمة السيارات)، مما يجبر السائقين للاتجاه شمالا حتى كوبري البيبسي للالتفاف للوصول إلى شرق جدة وهو أمر في غاية الصعوبة خاصة مع وجود مشاريع تنفذها شركة الكهرباء، أو شركة المياه، مما يؤدي إلى تلبك السيارات، وإرباك الحركة، وتعارض السيارات مع بعضها البعض، خاصة في الشوارع الخلفية الموازية لطريق المدينة، مما يحدث إرباكًا عجيبًا يهدر فيه أوقات الناس، ويثير أعصابهم، ويعطل مصالحهم، وذلك بسبب سوء التنسيق بين هذه القطاعات.

ومثال آخر، الاختناقات عند شوارع سوق غراب، أو في نهاية شارع البلدية حيث الاتجاه إجباري نحو الغرب الأمر الذي يعيدك إلى الدخول في نفس الدوامة والدوران بدون فائدة في نفس المنطقة.

الذي نطمح إليه هو زيارة واحدة لأحد المسؤولين للوقوف على هذا الوضع غير المريح لعامة الناس، والتوجيه لكافة القطاعات ذات العلاقة بالمشروع في التنسيق فيما بينها في وقت تنفيذ مثل هذه المشاريع، ولفت نظر أي قطاع يثبت تقاعسه، أو خروجه عن المنظومة المرسومة بإقامة أي مشاريع تتعارض مع المشروع الرئيس، كما نأمل من مرور محافظة جدة عدم قفل المداخل والمخارج للشوارع الرئيسة، أو الفرعية، وإيجاد بدائل أخرى لضمان انسيابية حركة السير، وإراحة الناس من عملية اللف والدوران في الوصول إلى مبتغاهم إلا بشق الأنفس.

إن من أكبر مشاكل عرقلة مشاريعنا وإنجازها في أوقاتها المحددة غالبًا هو سوء التنسيق فيما بين هذه القطاعات ذات المسؤولية المباشرة عند تنفيذ هذه المشاريع.. والله من وراء القصد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store