Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

زيارة الملك وقمة الجامعة العربية..

A A
سبق اجتماع الجامعة العربية في تونس في دورتها الـ(30) زيارة رسمية لخادم الحرمين الشريفين لها طابع توطيد العلاقات الثنائية وتفقد أحوال تونس ومد يد العون لمواقع لها طابع تاريخي في وجدان الأمة العربية والإسلامية. جامع الزيتونة الصرح العتيد ومعقل الدروس الإسلامية في ذلك البلد الذي حافظ على هويته العربية الإسلامية مع مواكبة الحياة المعاصرة والتنوير والتصدي لكل التحديات التي تقذفها تيارات الحداثة من القارة الأوروبية التي لم تهدأ ولم تتخلَّ عن مد نفوذها قي المغرب العربي حتى بعد الاستقلال بأكثر من نصف قرن من الزمن. ومن الزيتونة إلى مدينة القيروان التاريخية العظيمة وترميم مسجد عقبة بن نافع التاريخي العريق وإنشاء مصح تعليمي يلبي احتياجات ذلك الجزء من تونس الغالي في وجدان كل عربي لأنه يمثل نقطة تحول وثبات في تاريخ الفتوحات الإسلامية وانطلاقة عبر المتوسط إلى عمق القارة الأوروبية في القرن الأول من الإسلام وما بعد في تاريخ الأمة العربية.

وبعد الزيارة الرسمية الناجحة لخادم الحرمين الشريفين والحفاوة البالغة التي استقبل بها من تونس حكومة وشعباً جاء اجتماع الدورة الـ(30) للجامعة العربية حيث سلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مشعل القيادة في دورة الجامعة القادمة إلى تونس بقيادة الرئيس السبسي الرجل الذي يحمل في ذاكرته الشيء الكثير من تاريخ تونس والعرب الإيجابي ويقدمه بحكمة وتواضع وواقعية سياسية محنكة في عالم مضطرب على كل المستويات.

وتونس تذكر العرب بعهد الشاذلي القليبي أمين الجامعة السابق عندما انتقلت الجامعة إلى تونس لفترة على آثار ذهاب السادات للقدس وصلح كامب ديفيد المنفرد. وبعد عشر سنوات تقريبًا عادت الجامعة لمقرها الرئيسي في القاهرة على إثر احتلال صدام حسين للكويت. والجامعة العربية برغم كل الصعوبات التي تواجهها هي ما تبقى للأمة العربية من أركان التواصل الرسمي المستمر الذي يجب ألا ينقطع، وتونس كانت هي المكان الأمثل لاجتماع دورتها في الظروف الراهنة حيث الجوار الليبي يمر بحرب أهلية قاربت العشر سنوات وهي بأمس الحاجة لمن ينتشلها من ذلك المستنقع الأليم. والجزائر البلد العظيم الذي يعيش اضطرابات ويحتاج لكل ما يملك قادته من الحكمة وسداد الرأي ليعبر جسر انتقال الحكم إلى عهد جديد الذي يطالب به عامة الشعب بأمن وسلام.

العالم بأسره كان يتابع ويترقب ماذا سينتج عن دورة الجامعة الحالية في قرطاج ..وكيف سيكون الموقف من القدس والجولان واليمن وسوريا والتدخلات الإيرانية والسياسة الأمريكية المضطربة وآثارها على المنطقة؟ وآمال الأمتين العربية والإسلامية تعلقت على خروج الجامعة من اجتماعها بقرارات حكيمة وحازمة للتصدي للمخاطر التي تواجه مستقبل الأمة العربية من المحيط إلى الخليج.. ولعل المناخ الذي وفرته تونس في هذه اللحظة التاريخية قد ساعد المجتمعين على الخروج برؤية واضحة وتوافق على كل الأمور الشائكة التي تحيط بالمنطقة العربية من بداية الألفية الثالثة وإيقاف التدهور الذي يمزق النسيج الاجتماعي والحد من التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية من إيران وتركيا والأطماع التقليدية من مخلفات الاستعمار الخارجي من قبل الدول الكبرى التي لها مصالح عميقة في العالم العربي وتحرص بشدة على متابعة كل ما يدور في الدول العربية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store