Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

قمة تونس.. القدس والجولان!

A A
أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان في خطابه أمام القمة في تونس الأحد 31 مارس 2019م؛ بـ» أن القضية الفلسطينية ستظل على رأس اهتمامات المملكة حتى يحصل الشعب الفلسطيني على جميع حقوقه المشروعة» والحق المشروع هو استعادة الأرض وإقامة دولة مستقلة على حدود 1967م، والقدس الشرقية عاصمة فلسطين الأبدية، كذلك الجولان قطعة من الأرض السورية لذلك جدد الملك سلمان رفضه القاطع لأي إجراءات تمس السيادة السورية.

منذ وعيت متابعة الأحداث السياسية، واجتماعات القمة العربية والخليجية، وغيرها من المؤتمرات والاجتماعات الخاصة بمناقشة الأوضاع السياسية في أرضنا العربية، والقدس العربية وفلسطين الأبية هي المحور الرئيس المطروح على طاولة الاجتماعات، لكنك عندما تسترجع تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، بعد الثورة الخمينية، لا بد أنك تتوقف عند صوت إيران « الموت لإسرائيل» ذلك التهديد الخطير الذي كان يوحي بأن تخليص المنطقة من الاحتلال الإسرائيلي سيأتي على دبابة أو صاروخ إيراني، لكنك تكتشف أن كل أسلحة إيران حشدت حشداً في الأراضي العربية، أضعفت قدرات وإمكانيات العراق وسوريا، لبنان وليبيا واليمن، وربما السودان، كل أزمة تحدث على أرضنا العربية، ابحث خلفها عن إيران!.

إيران تدخلت في الثورة السورية، دمرت سوريا، وعززت احتلال إسرائيل للجولان قبل أن يعلنها ترمب جولان إسرائيلية. في قمة تونس تجدد التأكيد على عربية القدس والجولان، وعدم الاعتراف باعتراف ترمب أو بيانه الذي أعلنه 21 مارس 2019م، بشأن الجولان، وأضفى عليه صبغة رسمية الاثنين 25 مارس 2019م، في بداية اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض.

التدخلات الإقليمية في المنطقة تضاعف أزماتنا وتؤجل الحلول لأنها تضعف قوة الوطن العربي، والمثال إيران بعد الثورة الخمينية تحولت إلى محور الأزمات ومورد الشرور والآثام ومحرك الصراع على خارطة الوطن العربي.

لذلك أكد خادم الحرمين على أهمية التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يضمن أمن سوريا ووحدتها وسيادتها.

سنوات وربما عقود زمنية تحتاجها سوريا لتستعيد عافيتها وتبني اقتصادها وتعمر أرضها المدمرة والمحروقة وتبني جيشها لتستعيد أرضها المحتلة في الجولان، وهذا جزء من الحلم العربي الذي ترنمت به حناجر المطربين العرب والشباب العربي في نهاية القرن الماضي «1998م» ثم تكرر عرض الأوبريت عقب انتفاضة الأقصى الثانية عام «2000م»

أجيال ورا أجيال هتعيش على حلمنا

واللي نقوله اليوم محسوب على عمرنا

ده حلمنا... طول عمرنا... حضن يضمنا.. كلنا كلنا.

هو هذا الحضن الذي يضم الدول العربية بشعوبها الذي تسعى إليه مؤتمرات القمة العربية والخليجية والإسلامية، كي نتمكن من تحرير فلسطين والجولان ووقف ممارسات إسرائيل والقرارات المنحازة للغرب وأمريكا على وجه الخصوص التي تستهدف أمن واستقرار الوطن الجريح، لكن إيران أصبحت هي الداء المستشري في الوطن العربي، هي التي تضعف لحمته وتشتت قوته وتبث الفرقة والخراب بين شعوبه وعلى أرضه، الحلم العربي لم يعد سوى عبارة مفرغة من المعنى، بعد أن عجز الواقع عن تحقيق جزء من هذا الحلم الذي صدح لحناً يطرب ثم خبا وانمحى من الحناجر لكنه لم يخبُ من العقول والقلوب، سيظل في وجدان الأجيال جيلاً بعد جيل يوقظ جذوة الحلم حتى يصبح واقعاً وتستقر ليبيا والعراق، سوريا واليمن، وتنتهي الممارسات الاستفزازية اليومية لإسرائيل الوجع الساكن في قلب الأمة العربية والإسلامية، فهل تتغير سياسة إيران وتوقف تدخلاتها وترتدع عن بث ميليشياتها في كل ثغرة تفتح أمامها على خارطة الوطن العربي؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store