Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد خضر عريف

آمال وطموحات الأكاديميين بعد تعيين نائب وزير التعليم للجامعات

A A
صدرت يوم السبت 16 رجب الحالي عدة أوامر ملكية كريمة بتعيينات تتعلق بالتعليم والعمل والتجارة والصناعات العسكرية وسواها، وجميعها ترمي إلى الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، حرصاً من القيادة الرشيدة على رفاه المواطن ورغد عيشه وأمن الوطن واستقراره ودعته. ومن تلك الأوامر الملكية، تعيين معالي الدكتور حاتم بن حسن بن حمزة المرزوقي نائباً لوزير التعليم للجامعات والبحث والابتكار بالمرتبة الممتازة. وقبل ذلك كان معالي الدكتور المرزوقي مديراً للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وشغل هذا المنصب لمدة تصل إلى عامين ونصف، ورغم قصر المدة، فقد حقق معاليه فيها إنجازات عدة لا تخطئوها العين، أعلم أنا شخصياً عن الكثير منها بحكم صلتي الوثيقة بهذه الجامعة العالمية العريقة على مدى أربعة عقود، ومن تلك الإنجازات: تجديد الهيكل التنظيمي للجامعة وإنشاء قطاعات جديدة مثل قطاع المدينة الجامعية، كما ألغى ودمج بعض القطاعات، كما فعَّل التقنية في الجامعة واستحدث نظام الاتصالات الإدارية الإلكتروني (مرسال)، كما أنشأ وحدة الهوية البصرية وصمم الهوية البصرية للجامعة، وفي مجال التقنية أيضاً في فترة المرزوقي: تصميم موقع إلكتروني جديد للجامعة، وتفعيل الخدمات الإلكترونية لمنسوبي الجامعة وطلابها. وفي مجال التصاميم العمرانية والخدمية أعيد تصميم أرصفة شوارع الجامعة، وفق أحدث المواصفات، وأطلقت على الشوارع تسميات جديدة مختارة بعناية لتسر منسوبيها وزائريها. وفي المجال التعليمي طور معاليه أنظمة التعليم عن بعد، بحيث تقدمه الجامعة بكفاءة عالية، وعلى المستوى اللائحي والتنظيمي روجعت جميع اللوائح والأنظمة ووُضع نظام الحوكمة الذي يضبط سير الأعمال الإدارية والأكاديمية إلى حد بعيد، وفي فترة معاليه أيضاً عُقدت شراكات كثيرة ومذكرات تفاهم مع جامعات ومؤسسات أخرى. وبناء على كل ما تقدم وسواه كثير لا يتسع المجال لذكره، حصلت الجامعة خلال فترته القصيرة نسبياً على الاعتماد المؤسسي غير المشروط لمدة سبع سنوات، وهو أمر يصعب حصوله في مؤسسات أكاديمية أخرى، كما حصدت الجامعة عدداً من جوائز التميز في الأداء الحكومي في مقدمتها جائزة الملك عبدالعزيز للتميز. وأمام هذا السجل الحافل من الإنجازات لمعالي الدكتور المرزوقي في فترة جد قصيرة، نعقد الآمال نحن الأكاديميين في أن تشهد جامعاتنا ومؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي خلال الفترة القادمة تطوراً تأريخياً على كل المستويات العلمية والأكاديمية والإدارية والتنظيمية انطلاقاً من الواجبات المعروفة لهذه المؤسسات وهي: التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع. ولأن المنصب الجديد لمعالي نائب وزير التعليم يضم في تسميته البحث والابتكار، فإن أول ما نطمح إليه أن تزاد مخصصات البحث العلمي في الجامعات، ورغم انخفاضها النسبي في سنوات خلت فقد حققت بعض الجامعات السعودية مراكز عالمية مرموقة في مستويات البحث العلمي فيها، وفي مقدمتها جامعة الملك عبدالعزيز التي أقيم فيها أسبوع البحث العلمي الحادي عشر في 17/7/1440هـ وكرَّمت خلاله علماءها المتميزين الحائزين على جوائز التميز المعرفي ووُقعت عقود الأبحاث الجديدة لعام 1440هـ، التي تدعم فيها عمادة البحث العلمي بحوثاً رصينة يضطلع بها أساتذة الجامعة وأستاذاتها في مختلف الكليات والمعاهد، ويشمل ذلك الدعم البرامج البحثية والبرامج الابتكارية والبرامج التحفيزية والبرامج التطويرية. وهذا الكم الهائل من الأبحاث الذي قدمه علماء الجامعة يمكن أن يتضاعف لو زيدت ميزانيات البحث العلمي كما هو مأمول، وينسحب ذلك على كل الجامعات ومراكز البحوث. وعلى المستوى التعليمي يتأمل جميع الأساتذة أن توضع آليات وسياسات تسهّل إحلال السعوديين والسعوديات محل غير السعوديين، فمن المعروف أن تعيين الأساتذة السعوديين في الجامعات يتطلب إجراءات طويلة جداً ومعقدة جداً قد تصل إلى شهور وربما إلى سنوات خلاف التعاقد مع غير السعوديين الذي تقلُّ شروطه كثيراً عن شروط تعيين السعوديين. وفي الشأن نفسه يأمل أساتذة الجامعات في تسهيل شروط الاستعانة بالأساتذة الكبار ممن بلغوا سن التقاعد نظراً لطول خبرتهم وعمق تجاربهم وعلمهم الغزير وحاجة الجامعات الماسة لهم خصوصاً في الدراسات العليا. ومن الآمال المعقودة أيضاً عودة نظام الانتساب والتعليم عن بعد إلى الجامعات بعد توقفه، لما في ذلك من نفع لأبناء المجتمع الراغبين في الدراسة. وفي مقالات مستقبلية إن شاء الله سنعرض للمزيد من الآمال والطموحات التي ترمي إلى المزيد من النهوض بالتعليم العالي في كل جوانبه التعليمية والبحثية وسواها.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store