تتعرض المملكة الى حملة إعلامية منظمة تقوم بها بعض وسائل الإعلام الغربية سعيًا إلى تشويه سمعة المملكة ونقد سياساتها في حملة مسعورة، وصفها الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، بأنها أوضح ما تكون مسعورة في الإعلام الإقليمي والأوروبي والأمريكي. أصوات الحملة متعددة، وكذلك الملفات التي تتناولها، فالتوقيت مريب، وتناغم الأصوات لا يمكن أن يكون صدفة، ولا يغيب عن أذهاننا من يقف وراءها، ويدعم أصحاب الأقلام فيها بالمال، لاسيما وأن تلك الوسائل مع التطور في حقل وسائل الاتصال الاجتماعي أصبحت تفتقر للسيولة في ظل شح الإعلان، ولذلك عمدت إلى أن تبيع شرفها ومصداقيتها وأمانتها الصحفية لمن يدفع أكثر، ونستشهد في ذلك برؤية الرئيس الأمريكي ترمب، الذي وصف صحف بلاده بعدم النزاهة، موضحًا بأن ارتيابه منها هو ما حمله على التحدث مباشرة مع الأمريكيين عبر «تويتر»، تلك الوسائل اتهمته باتصال فريق حملته مع الاستخبارات الروسية، وأن روسيا تدخلت في الانتخابات وزوَّرتها، وأنها هي من أوصلته إلى سدة الرئاسة، فـ(السي إن إن، والأندبندنت، والواشنطن بوست، ونيويورك تايمز) أخذت على عاتقها شن حملات التشويه ضد المملكة لتصفية حسابات بينها وبين الرئيس الأمريكي ترمب الذي يرى بأن المملكة حليف استراتيجي، وأنها دولة هامة ومحورية لاستقرار الشرق الأوسط، ولذلك قام هذا الإعلام اليساري الليبرالي بوضع المملكة تحت المجهر، متخطيًا المهنية والحياد، وأصبح بوقًا مدافعًا عن الدول المارقة التي تغذي الإرهاب، مثل دولة قطر.
فصحيفة (الإندبندنت) التي تتهم إعلامنا بصنع الأخبار الزائفة وتجاوز التحريض وترويج التهديدات ضمن حملة مستمرة على قطر، يأتي كاتبها «انتوني هاروود» ليصف قناة الجزيرة بأنها محترمة على الصعيد الدولي، وأن قناة العربية سخيفة، وأن شعبية الشيخ (تميم) تعاظمت منذ اندلاع الأزمة، ليدلل على حماقته وتبعيته للنظام القطري، هو هكذا يرى، وصحيفته هكذا ترى، طالما أن هناك من يدعمها ويتحمل نفقات مواصلة صدورها.
لقد راق لي الوصف الذي نعت به الصحافي والكاتب الألماني «أوفه كروغير» الذي نال جائزة (غونتر فالراف) حينما وصف وسائل الإعلام الكبرى في أمريكا بأنها فقدت الصلة والتواصل بين سكان البلاد، ووصف صحافييها بأنهم يعيشون في فقاعة انتقائية، معلقًا على الانتخابات الأمريكية التي جاءت بالرئيس ترمب من غير توقعات الإعلام الأمريكي، وذلك يؤكد بأن الموقف الليبرالي المشترك بين نخبة الإعلام والنخبة السياسية والذي يستند إلى مجموعة قيم مشتركة لا يعكس مواقف المجتمع الأمريكي.
فقانون (جاستا) وبيع أمريكا للمملكة تكنولوجيا نووية، وحادثة خاشقجي، وحرب اليمن، وغيرها وغيرها كلها ملفات حاولت تلك الوسائل الإعلامية اللعب عليها، واجترار أحداثها، إلا أنها تحطمت عند اصطدامها بجبل (طويق).