Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

هل النظام العالمي يحمي الدول المارقة..؟

A A
تحت مظلة سيادة الدول هناك أمور كثيرة تمر بدون مساءلة. ومن أبرز المعضلات عدم إيجاد قانون دولي متفق عليه يجرم الإرهاب أيًا كان نوعه أو مصدره سواء إرهاب المنظمات أو الأفراد أو الدول. والإرهاب يُعرف بأنه ارتكاب أفعال ضد الإنسانية كما هو متفق عليه، ولكن تطبيق هذا التعريف انتقائي ولو كان شاملاً لما تجرأت بعض الدول على الدعم وتوفير التدريب والسلاح والتمويل وتسهيلات للانتقال من بلد لآخر. والدول المارقة هي تلك الدول التي تخالف القوانين والمعاهدات الدولية بالتآمر وتساعد المنظمات الإرهابية بطرق مباشرة وغير مباشرة لارتكاب جرائم ضد الإنسانية. والدول الكبرى لا تستطيع تبرئة نفسها من تهمة التواطؤ مع دول مارقة أو منظمات إرهابية أو مشاركة أجهزتها الاستخبارية في مخالفات القوانين والأعراف تحت غطاء تحقيق أغراض معينة.

معتقل غوانتانامو في كوبا ونقل المعتقلين من بلد إلى آخر من أكبر المخالفات للقانون الدولي، والأمثلة كثيرة. إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني كل يوم وبحماية أمريكية دليل قاطع على تجاوز القوانين الدولية لصالح دولة/دول معينة لخدمة مصالحها.

إيران تعمل ليل نهار على دعم حزب الله في لبنان والحوثي في اليمن وجيوب نائمة في دول الجوار.. وقطر أيضًا ضالعة في التخطيط والتمويل كما تفيد كل المعلومات في الوقت الذي توجد أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في منطقة الخليج والدولة المستضيفة في تعاون مفتوح مع إيران الدولة المارقة بامتياز. العالم يدرك أهمية التواجد الأمريكي في قطر ويدرك أيضًا أن إيران دولة مارقة، ويمكن أن تتصرف بصفاقة وتفتعل حادثة في مضيق هرمز الحيوي لإمدادات النفط العالمية.. ومرة أخرى لا أحد يتحدث عن ماذا ستقوم به القوات الأمريكية المتواجدة في قطر في حالة أُقفل مضيق هرمز..!.

من بداية الألفية الثالثة تحولت أمريكا من دولة ضامنة للسلم العالمي من خلال مجلس الأمن ونفوذها المسيطر في أنحاء العالم إلى دولة محفزة للفوضى وتحدي النظام العالمي ودفع العالم إلى حافة حروب إقليمية ودولية ومع أنه لا يمكن تجاهل أي تهديد يصدر من واشنطن إلا أنه لا يمكن أيضًا الاستخفاف بكل ما تفعله أمريكا لتجاهل المواثيق الدولية والاستخفاف بالنظام العالمي الذي تشكل أمريكا مركز الثقل لفعاليته عندما تريد.

الاعتراف بالقدس كعاصمة للكيان اليهودي والموافقة على إلحاق الجولان المحتل أمثلة صارخة على مخالفة القانون الدولي لصالح دولة إسرائيل المارقة والمتمردة على كل قرارات الأمم المتحدة تحت حماية خاصة من أمريكا وحلفائها الغربيين. إن إضعاف النظام الدولي وتهميش القوانين والمعاهدات الدولية يشجع ويدعم الفوضى التي تجتاح العالم ويعطي المنظمات الإرهابية ذرائع لاستمرار أعمالها الإجرامية

وفي نفس الوقت عندما تنفذ المملكة العربية السعودية حكم الإعدام المبني على حكم الشريعة الإسلامية يظهر من بين أعضاء الكونغرس الأمريكي من يعترض على ذلك وإسرائيل تقتل وتشرد كل يوم أبرياء فلسطينيين وتحطم بيوتهم ولا تتحرك منظمات حقوق الإنسان ولا أحد من أعضاء الكونغرس الأمريكي لإدانة تلك الأفعال.

وآخر القول إن ميثاق الأمم المتحدة دستور النظام العالمي يحتضر والفوضى تجتاح العالم..!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store