Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمود إبراهيم الدوعان

وأقبل شهر الخيرات

A A
بعد أيام قلائل، سوف يهلُّ علينا شهر رمضان المبارك، شهر الخيرات والبركات والعطاءات العظيمة من ربٍ كريم، حيث يقول عزّ وجلّ في كتابه العزيز: «شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن» (البقرة: 185)، شهر تتضاعف فيه الأجور والحسنات، وتُغفَر فيه الزلات، وتتنزَّل فيه الرحمات، وتصفد الشياطين وتُفتح أبواب الجنان وتُغلق أبواب النيران، ويفرح بقدومه الصائمون، والقائمون، والركَّع السجود.

خيرات كثيرة ومناقب عديدة أعدها الله لعباده الصالحين، فالشهر الكريم مصدر توبة وهداية للمقصرين، (وكُلُّنا مُقصِّرون) في أداء الفرائض، ولذا فهو فرصة عظيمة لكل طالب رحمة ومغفرة من الله، خاصة في هذه الأيام المباركات.

تُعظَّم حسنات هذا الشهر الكريم بالإحسان، ومد يد العون والمساعدة للأرامل والأيتام والفقراء والمساكين والمتعفِّفين من الناس، فأوجه الخير كثيرة، ولكن الزكوات، والإنفاق، وإدخال السرور على المستضعفين من طالبي الحاجة من أعظمها منزلةً عند الله، فرُبَّما كلمة طيبة ونفقة صغيرة يجبر بها خاطر المحتاج، قد يرفع بها الله الإنسان إلى أعلى الجنان، والله معطاء كريم، فلا تمنع الخير عمَّن يستحقه ما دام في مقدورك أن تُقدِّم له المساعدة، ولو بالنزر اليسير.

قراءة القرآن من أعظم القربات، حيث كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيُدارسه القرآن، فللرسول -صلى الله عليه وسلم- حين يلقاه جبريل أجود من الريح المرسلة (كما عند البخاري)، وفي ليالي رمضان ليلة من أعظم الليالي (ليلة القدر)، والتي هي خير من ألف شهر، حيث كان -صلى الله عليه وسلم- إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجدّ وشدّ المئزر (صحيح مسلم)، حيث قال عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام: «التمسوها في العشر الأواخر من رمضان (يعني ليلة القدر)، فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبن على السبع البواقي».. (صحيح مسلم).

وقد دأبت هذه الحكومة المباركة منذ أن أسَّسها -المغفور له بإذن الله- الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- على عادة حميدة، تعاقبها من بعده أبناؤه البررة من الملوك -رحمهم الله جميعاً- حتى الوصول إلى قائد مسيرة هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- على إطلاق سراح المساجين من المعسرين، وأصحاب الحقوق، ومَن أمضوا جزءاً كبيراً من محكوميتهم، حتى يقضوا عيد الفطر المبارك مع أسرهم، ويفرحوا بقدوم هذا الشهر الفضيل،

حيث العودة لحياتهم الطبيعية حيث حرصت هذه الحكومة الراشدة، وعلى رأسها المليك المفدَّى وولي عهده الأمين -حفظهما الله- على إسعاد أبناء هذا الشعب الكريم، وحل إشكالاتهم بالدعم المادي والمعنوي طلباً للأجر والمثوبة من الله. ولعل مثل ذلك العمل الإنساني النبيل نفحة من نفحات هذا الشهر المبارك.

أعاننا الله وإياكم على صيام وقيام هذا الشهر المبارك، وحفظ بلادنا وأماكنها المقدسة من كيد الكائدين وحسد الحاسدين، وبلَّغنا وإياكم رمضان، ونحن جميعاً في أحسن حال، وأدام على هذه البلاد نعمة الإسلام وخدمة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. وكل عام وأنتم بخير.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store