Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حليمة مظفر

مُدن دمرها الإرهاب.. معرض ليس عابراً!

كلاكيتيات

A A
كلاكيت أول مرة:

يقول الشاعر والقس الإنجليزي جورج هيربرت: «نتيجة الحروب خلق اللصوص ونتيجة السلام قتلهم».

كلاكيت ثاني مرة:

«مدن دمرها الإرهاب» لم يكن معرضًا عابرًا من تنظيم وزارة الثقافة بالتعاون مع المعهد العربي بباريس في المتحف الوطني بالرياض؛ فعلى بساطته التي تجعلك تمشي في فراغات مُظلمة كي تتوحد مع كل خطوة تخطوها مع تلك العروض المرئية، لمدن عانت من بطش الإرهابيين؛ وتستشعر أنين تلك المعالم الإنسانية والتاريخية مما أصابها من خراب، إنك تشعر بتلك الأرواح التي تم إزهاقها بدم بارد عبر تلك اللغة البصرية المكثفة والمؤثرة في أداء رسالتها؛ لقد شعرتُ بها مع تلك القشعريرة التي سرت في جسدي، خاصة حين تأملت عرضًا مرئيًا لسوق حلب بسوريا وهو مُفعم بالحياة والابتسامات وفجأة بات مدمرًا، لا روح فيه ولا تاريخ ولا حياة بل خرابة تسكنها الأشباح.

إنها الفاجعة التي تشعر بها وأنت تتجول داخل المعرض؛ ومع كل فاجعة تستشعر أكثر فأكثر بقيمة السلام في وطنك وإحساسك بنعمته -ولله الحمد- فهو أساس الحياة وأهم عناصر استدامتها وتطورها، وكلما انتهيت من مشهد لمدينة ما خَربة أو رؤية آثار إنسانية مُحيت معالمها التي عاشت آلاف السنين؛ تجد نفسك تقول بيقين: «إنه الوعي صانع السلام» فالعقول الصدئة هي من دمرت تلك المدن وحولت أحياءها إلى أموات.

وهذا المعرض الذي افتتحه دولة رئيس وزراء العراق السيد عادل عبدالمهدي خلال زيارته الشهر الماضي للرياض هو بالغ الأهمية؛ ومهم جدًا أن يزوره الشباب وتتجول فيه الأسر مع أبنائها؛ لما يحوي من تجربة إنسانية تصنع الوعي لتعزيز السلام، الوعي الذي يفيد بأن شعارات الحريّة دون مسؤولية تجاه السلام هي همجية ومجرد شعارات «وهمية» لتكون مصيدة يستغلها شياطين الإرهاب؛ كي يقيموا في الخراب ويقتاتوا عليه؛ فالخراب هو البيئة المناسبة لشياطين الإرهاب التي تستمد منه وجودها؛ ولا يقضي عليهم سوى الوعي بالسلام.

أخيرًا، على سعادتي بحماس الشباب والشابات الرائعين في التنظيم وحفاوتهم واجتهادهم المُلاحظ وابتسامتهم رغم ارهاقهم والتي تُشعرك بالسلام مع نغمات الموسيقى وهي تستقبلك قبل الولوج لتلك المدن؛ إلا أني كنتُ حزينة حين زرتُه مساء؛ فقد كان شبه فارغ من الزوار المستهدفين من الشباب في رأيي؛ سوى نخب الوفود والضيوف ممن تدعوهم وزارة الثقافة؛ وأظن أنه من الأهمية زيارة وفود من طلاب الجامعات السعودية وكليات التقنية والمدارس والأندية الرياضية، ودون شك كان موعده للأسف متزامنًا مع الاختبارات لكن هناك بقية منه فهو يستمر إلى 18 مايو الحالي؛ وربما احتاج المعرض إلى فعاليات تفاعلية مصاحبة جاذبة خلال استضافته في السعودية والتي تعتبر ثاني دولة تنظمه بعد باريس؛ لتحريض الإعلام السعودي والدولي على تغطيته المستمرة تغطية غير تقليدية تُعزز أهمية المعرض ورسالته.

كلاكيت ثالث مرة:

مبارك عليكم شهر رمضان الكريم؛ جعلنا وإياكم من المقبولة أعمالهم فيه بإذن الله؛ وأستأذنكم ستغيب «كلاكيتيات» وصاحبتها خلاله، وأراكم إن شاء الله بعد عيد الفطر المبارك.

وكل عام وأنتم في محبة وسلام وإلى الله أقرب.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store