Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. محمد رشاد بن حسن مفتي

لنحمي أرضنا

A A
المملكة شاسعة ممتدة تتنوع تضاريسيًّا وجيولوجيًّا وجيوغرافيًّا.. بها تراث جيولوجي geoheritage وطبيعي هائل ومتنوع. هذا الإرث الطبيعي يجب حمايته من العبث أو الإزالة وخصوصًا المهم والنادر منه.. لا شك أننا نحتاج الثروات الأرضية، ولكن أيضًا نحن في أشد الحاجة لتراثنا الطبيعي، فهو أيضًا سيكون مقصدًا أو مقاصد طبيعية لمحبي السياحة البيئية وسياحة المغامرات والسياحة الجيولوجية والسياحة التعليمية. نحتاج وكما شرعنا ونظمنا للتنوع الاحيائي، أن نطور تشريعات لحماية هذا التراث الطبيعي التضاريسي والجيولوجي والجيوغرافي بالمملكة.. وعلينا أن نأخذ في اعتبارنا، أن الحياة الفطرية تعيش على هذا التنوع الجيولوجي والأرضي.. وأن أي خلل في التوازن البيئي الأرضي حتى ولو على مستوى التربة سيؤدي حتمًا على التأثير على كثير من الأحياء الفطرية التي تعيش عليها. أحسنت المملكة عندما سعت لضم منطقة مدائن صالح لقائمة اليونيسكو للتراث الطبيعي، وأتمنى أن يكون ذلك قد شمل كل التنوع الجيولوجي والتضاريسي لمنطقة العلا. كل بقعة في المملكة تحوي تنوعًا تضاريسيًّا من الجبال للسهول ومن الكهوف للبراكين.. من الصحاري للمنحدرات والجروف العالية ومن العيون للينابيع الحارة. وقد تنبهت المملكة لذلك؛ لذا بدأت في استغلال جزر البحر الأحمر وجبال طويق ووادي حنيفة وحرات المدينة البركانية وأهمها منطقة نيوم، سياحيًّا. ختامًا اتمنى أن توجد جرعات إضافية من التشريعات تحد من تدمير أو إزالة كثير من المواقع الأرضية الطبيعية، قبل معرفة قيمتها التاريخية والعلمية والطبيعية.. وأحدد هنا بالذات المحاجر والكسارات التي تمنح تصاريح بكثرة، لاستغلال الصخور بمختلف أنواعها.. وحبذا لو تم مراعاة منح هذه التصاريح بما يحفظ القيمة الجمالية للمنطقة وإرثها الطبيعي والحد من التلوث البيئي. وعلينا أيضًا أن نتنبه للقيم التاريخية لبعض المناطق في المملكة، فليس من المعقول إزالة براكين ذات قيمة تاريخية وعلمية مهمة وقد تكون مفيدة لدراسات المخاطر الطبيعية مستقبلًا فإن ما مضى هو (مفتاح الحاضر والمستقبل) أيضًا. وللحديث بقية
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store