Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

وزارة لهو الحديث والفعل!!

بضاعة مزجاة

A A
أنا مُتأكِّد بنسبة ١٠١٪ أنّ ميزانية برنامج المقالب الذي يُقدّمه البهلوان رامز جلال في شهر رمضان، وتُنتجه وتُموّله قناة mbc ، إمّا تمويلاً مباشراً، أو غير مباشراً عن طريق الدخل الكبير للإعلانات التجارية المُصاحبة له، والذي تدفعه شركات سعودية في الغالب، قد تتجاوز ميزانية وزارة تُوفّر حاجات أساسية للناس!.

وكيف لا؟ وهناك عشرات العاملين في البرنامج، ممّن يُشكّلون هيئة أمم عربية وأجنبية، فضلاً عن ضيوفه الذكور والإناث، الذين تمقلبوا بحقّ وحقيق، أو من زعموا كذباً بأنّهم تمقلبوا، وقد سافروا من بلادهم إلى مواقع تصوير المقالب في أطراف الأرض، مُعزَّزِين، ومُكرَّمِين، ومشمولين، ومحمولين، على متْن كابينة الدرجة الأولى بالطائرة، ومُقيمِين في فنادق الخمس نجوم، آكلين، وشاربين، ومُستمتعين بكافّة مُستلزمات الراحة والترفيه والسياحة مجّاناً، مع ما يُسلّم للضيوف من تعويضات مالية ضخمة مقابل عدم رفعهم لقضايا قانونية على البرنامج، أو ثمناً لصمتهم حتّى موعد عرض البرنامج في شهر رمضان كي لا تفسد المقالب للضيوف الآخرين، أو أجراً لتمثيلهم المُتقن وكأنّهم ضحايا، يا حرام!.

ووزارة البهلوان رامز، وطالما لم تُلغ في أيّ تعديل وزاري، واستمرّت سنوات عديدة، وهي في طريقها للاستمرار سنوات أخرى مديدة، تحتاج لاسم، وعلى هذا الأساس ومن هذا المنطلق: أقترح تسميتها باسم «وزارة لهو الحديث والفعل»، فهو الاسم اللائق والأنسب لها على الوجه التمام!.

فإن سألتموني عن لهو الحديث فهو ما يتفوه به هذا البهلوان خلال البرنامج من كلمات ساخرة ومُشِينة بضيوفه وأجسادهم وتصرّفاتهم، ممّا يُطلق عليها «ترْيَقَة» باللهجة الحجازية!.

وإن سألتموني عن الفعل فهو مطابق للهو الحديث، بل يفوقه في السوء، وأستغرب أن يشتري ملايين الناس هذا اللهو في الحديث والفعل وهم يعلمون أنّه لهو ينحدر لدركٍ بعيدٍ من اللا مقبول وربّما الحرام!.

أنا أدعو لإلغاء البرنامج، وإلغاء وزارته، وإعفاء وزيرها البهلوان رامز، لكن ليس بناءً على رغبته، هو وكلّ العاملين فيها، حتّى لو صاروا عاطلين عن العمل، فبطالتهم وإن كانت شرّاً لهم فهي خيرٌ للأسرة العربية، ولو صُرِفَت ميزانية الوزارة على أعمال البرّ لَوَسِعَت كثيرين في طُول الوطن العربي وعرْضِه!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store