Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

السواهي والدواهي في اختراعي للشاهي

الحبر الأصفر

A A
الإنسَان مُختَرِعٌ بطَبعِهِ، ومُفكِّرٌ بفِطرتِهِ، وأَنَا إنسَان يَنطَبِق عَليَّ؛ مَا يَنطَبِق عَلى البَشر، مِن تَفكيرٍ وإبدَاعٍ واخترَاع..!

وقَبل أَيَّام، اخترعتُ مُنْتَجًا مِن مَنتُوجَات الشَّاي، وحَاوَلتُ أَنْ أُسجّله فِي بَرَاءة اخترَاع، ولَم أُوفَّق فِي ذَلك؛ مِن غَير الدّخُول فِي الأَسبَاب..!

يَعرف القَريبُون منِّي، أَنَّني مِن قَبيلة بَني شَاي، وفِي رِوَايَة بَني شَاهِي، هَذه القَبيلَة، التي تُقبِّل وتَحتَسي وتَرتَشف أَكوَاب الشَّاي يَوميًّا، فِي الحَضَر قَبْل السَّفَر، وهَذه العَلَاقَة التي بَينِي وبَين الشَّاي، أَوصَلتني إلَى اخترَاع، يُسهِّل لعُشَّاق الشَّاي طَريقة تَنَاوله.. إنَّه ببسَاطةٍ اخترَاع كِيس شَاي، يَكون بدَاخله السُّكَّر؛ بكُلِّ أَنوَاعه، فهُنَاك السُّكَّر البُنِّي، وهُنَاك السُّكَّر الدَّايت، أَو مُكعَّب مِن مُكعَّبَات العَسَل.. وللسُّكَّر أَيضاً دَرجَات، بحَيثُ يَبدَأ مِن نِصف مَلعَقَة، ثُمَّ يَمرُّ بمَلعَقَة، ويَنتَهي بمَلعَقتين، أَمَّا مَذَاقَات الشَّاي، فهُنَاك مَجمُوعَة مِن الأَفكَار، أَوّلهَا أَنْ يَكون الشَّاي بالنّعنَاع، مَنزُوع السُّكَّر، ثُمَّ بنعنَاع مَصحُوب بالسُّكَّر.. ثُمَّ يَكون النّعنَاع مُتعدِّداً، مَا بَين النّعنَاع المَغربي، والنّعنَاع الحسَاوي.. أَو بنَكهةِ الحَبق «الرِّيحَان»، والعترَة والوَرد..!

ثُمَّ تَتطوَّر الفِكرَة، ليُستَبدَل النّعنَاع، بمَذَاقَاتٍ أُخرَى، مِثل البُن، أَو الهِيل، وكُلّ وَاحِدَةٍ مِن هَذه الأَكيَاس، تَكون مُتدرِّجَة فِي كِميَّات السُّكَّر..!

إنَّ هَذا الاخترَاع سيَجعَل الحَيَاة أَفضَل، فمَا عَليكَ إلَّا أَن تَغلي المَاء، ثُمَّ تَرمي كِيس الشَّاي؛ الذي يُنَاسِب مَذاقَك، ويُعدِّل مَزَاجَك..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: الله الله يَا قَوم، هَذَا اخترَاعي، ولَن أَسمَح لأَي جِهَةٍ -مَهمَا كَانَت- أَنْ تَستَخدمه، إلَّا بَعد شِرَاء بَرَاءة الاخترَاع منِّي، وكَمَا تَعلَمُون أَنَّني يَتيم، وأَخْذ هَذا الاخترَاع مِن دُون مُقَابِل، فِيهِ قَهْرٌ لِي، وقَد قَال الله -جَلَّ وعَزّ- في كِتَابِه العَزيز: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ)..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store