Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

التحركات الأمريكية في المنطقة: دلالات إستراتيجية

A A
من بداية إبرام الاتفاق النووي٥+١ وإيران تعد العدة للهيمنة على دول الجوار مستخدمة الحرس الثوري وشبكاته الإرهابية وعملاءه المدعومين بالتدريب والمال والسلاح.. وفي المقابل كانت المملكة العربية السعودية تحذر المجتمع الدولي من نوايا إيران وغيرها وتأخذ كل الاحتياطات للتصدي لكل الاحتمالات لحماية أمنها واستقرارها من الأطماع الإيرانية ومن محاولات الابتزاز من الدول التي لها مصالح حيوية في المنطقة.

ومن أبرز خطوات التصدي عاصفة الحزم لحماية الشرعية في اليمن ووقف الزحف الحوثي الإيراني الذي يهدد أمن المملكة واستقرارها ولم يتوقف عن محاولاته البائسة التي أصبحت نقمة على شعب اليمن حاضرًا ومستقبلًا وسيظل يعاني منها لفترة طويلة.. وفي المقابل من النواحي الإيجابية أن قوات التحالف اكتسبت خبرة عسكرية تكتيكية وعملياتية تمكنها من حماية أمنها فيما لو تجرأت حماقة إيران وبدأت حرباً غير محسوبة على دولة الإمارات والبحرين والسعودية المتحالفة مع أمريكا التي تملك قوة ضاربة وعتاداً نوعياً لا تملكه إيران مهما تبجحت بقدراتها العسكرية.

الوجود الأمريكي في المنطقة له دلالات إستراتيجية وأهداف اقتصادية وسياسية على المدى الطويل بالإضافة الى أهميته لكل الأطراف مع أن أمريكا ودول التحالف أعلنت أكثر من مرة أنهم لا يريدون الحرب على إيران ولكن الاستفزازات التي تمارسها إيران بالوكالة مثل الاعتداء على الناقلات البترولية في الفجيرة وضرب محطات الضخ في السعودية تدل على أن الرعونة الإيرانية تُذكر بما كان يفعله نظام صدام حسين الذي لم يدرأ العواقب قبل احتلال الكويت الذي تلاه حشد عاصفة الصحراء وانتهى الأمر بتدمير العراق.. وربما هذا ما يسعى اليه ملالي إيران وعملاؤها -تدمير إيران- حتى تغير سلوكها وتُفرض عليها قيود صارمة لكيفية التعامل الدولي بداية مع دول الجوار.

وإذا كان هذا مصير الدول التي أُبتليت بأنظمة مارقة فإن على المجتمع الدولي بداية بمجلس الأمن والأمم المتحدة بكل وكالاتها الأممية تذكر ما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة بما في ذلك الفصل السابع من المعاهدة والتأكيدات على حظر كل الممارسات التي تُصعد من حدة النزاعات الإقليمية مع دول الجوار وتحول حياة الشعوب إلى مآسٍ وتُهدر دخلها ومواردها الطبيعية على التسلح والحروب بدلاً من التركيز على الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة لمواطنيها.

وآخر القول إن الإدارة الأمريكية عندما ترسل قوات ضاربة إلى مياه الخليج وبحر العرب والبحر الأحمر تتصرف من منطلق حماية مصالحها في المقام الأول ومسؤوليتها أمام التزاماتها مع حلفائها في المنطقة ولتفهم إيران بأن العبث الذي تمارسه لابد أن يتوقف.

حمى الله وطننا من كل سوء ووفَّق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لما يحبه ويرضاه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store