Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

الخليج بين الحرب والسلام!

A A
دولة واحدة مارقة أي خارجة عن القوانين والأعراف الدولية وقيم حسن الجوار واحترام المشتركات بينها وبين جيرانها، أحدثت كل هذا التوتر والاستنفار في المنطقة العربية، أصبحت منطقة الخليج العربي في مواجهة شرور إيران المارقة، فإما الحرب أو اللا حرب، وبينهما مساحة تشتعل فيها التوترات والمخاوف والتكهنات، أحد أهم أهداف إيران لزعزعة الأمن والاستقرار في خليجنا العربي، أم أن السلام الهدف الذي تسعى إليه دول الخليج وكل دول العالم المتحضر بعد ويلات الحروب التي أنهكت العالم، هو الذي سيصد تنمر إيران؟

إيران تسعى إلى إشعال فتيل الحرب بكل إصرار، مدعية أنها لا تريد حرباً ليس لأنها تسعى إلى السلام بل لأن قوتها تصد أي دولة من التصدي لها حتى أمريكا!!، هذه الغطرسة جاءت على لسان وزير خارجية إيران لوكالة الأنباء الإيرانية «إيرنا» حرفياً: « طهران لا تريد الحرب كما أنه لا توجد دولة لديها فكرة أو وهم القدرة على مواجهة إيران».. هي هذه النظرة الاستعلائية التي تنظر بها إيران إلى الآخرين، بينما تسعى السعودية ومن معها من دول الخليج للمَ الشمل وترسية قواعد السلام في الشرق الأوسط من خلال المبادرات والمؤتمرات والوساطات كلما نشب خلاف ينذر بنشوب حرب في دولة عربية أو إسلامية، هكذا نجحت وساطة المملكة في وقف الحرب الأهلية اللبنانية فيما عرف باتفاق الطائف،30 سبتمبر 1989م، وأنهت وساطة السعودية الأزمة التي كادت تشتعل حرباً بين الهند والباكستان، الوساطة في أكثر من أزمة عربياً وإقليمياً، هذا النهج الذي تنتهجه السعودية لأنها دولة سلام، بينما تشن إيران هجماتها عن طريق ميليشياتها أو بحراً تستفز الأمن وتلوح بنذر الحرب.

تلك هي القضية التي استدعت إحياء التحالف العسكري الأمريكي الذي نشأ منذ خمسين عاماً ولا يزال قوياً رغم مزاعم التوترات بين السعودية وأمريكا؛ الحرب التي تسعى إليها إيران، بالاعتداءات على السفن في مياه الخليج العربي، أو من خلال الهجوم الإرهابي على خطوط النفط، وقبل ذلك بث ميليشياتها في مناطق التوتر والنزاعات الأهلية، كما حدث في لبنان واليمن، العراق وليبيا، بينما تحاول السعودية تجنيب المنطقة ويلات حرب جديدة تستنزف اقتصادها وجنودها وقدراتها كما حدث في حرب الخليج الأولى حيث دامت الحرب بين العراق وإيران ثماني سنوات متصلة أنهكت اقتصاد دول الخليج مجتمعة، وإيران تخفي خسائرها لكن وضعها الاقتصادي واضح من بؤس مواطنيها الذين نراهم في مواسم الحج والعمرة بعد الثورة الخمينية التي حولت إيران إلى بؤرة صديدية في قلب العالم الإسلامي كافة.

من أجل السلام الذي تسعى إليه السعودية وبعض دول الخليج، ومن أجل صد اعتداءات إيران وافقت السعودية وعدد من دول الخليج العربي، الأربعاء 15 مايو 2019م، «10 رمضان 1440هـ»، على إعادة انتشار القوات الأمريكية في مياه الخليج وبعض المناطق في الدول المشاركة.

لكن السؤال لا زال معلقاً في الحناجر: هل هناك احتمالية حرب تشنها أمريكا ضد إيران بعد أن قامت الأولى بنشر سفن حربية وطائرات رغم تأكيد الرئيس الأمريكي على تجنب الدخول في حرب مع إيران؟ أم أن إيران تعد ميليشياتها لخوض حرب بالوكالة كما نشرت الغارديان؟!

في كل الأحوال الأجوبة على هذه الأسئلة تسفر عنها الأيام، لكن لا زالت المملكة تقدم الأمن والاستقرار والسلام وتصد اعتداءات إيران بالصبر والحكمة لأنها ملتزمة بحماية أمن واستقرار مواطنيها وعدم تأثرهم بالتوترات التي تمارسها إيران.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store