Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

الكتابة.. سؤال بلا إجابة!

الحبر الأصفر

A A
للكِتَابَةِ أَسرَار، لَا تَظهَر للكَاتِب مِن خِلَال أَوَّل مَرَّة، بَل تَتكشَّف لَه مَع الوَقت، سَنَة بَعد سَنَة، وشَهراً بَعد شَهر، وكُلَّما أَوغل الكَاتِب فِي الكِتَابة؛ اتَّضح لَه سِرٌّ مِن الأَسرَارِ..!

قَبْل أَيَّام، قَرَأتُ نَصًّا مُفيدًا، يَجدرُ بأَي كَاتِب أَو قَارئ، أَنْ يَتأمَّله، لَعلَّه يَلتَقط مِنه مَا يُثير؛ ويَنفَع ويُفيد..!

فالكِتَابة تَحتَاج إلَى التَّركيزِ والخَيَال، والعَاطِفَةِ أَيضاً، كَمَا يُمكِن للعَمَل الجَاد والمُتوَاصِل؛ أَنْ يَدفَعُكَ للنَّجَاح والشُّهرَة، إذْ نَشرَ مَوقع (iUniverse)؛ نَصَائِح مُقتبسَة؛ مِن أَكثَر الرِّوَايَات الخَيَاليَّة مَبيعاً حَول العَالَم، والتي ستُحفِّزُكَ عَلَى الابتكَار، عِندَ كِتَابة رِوَايَات الخَيَال..!

فمَثلاً يَقولُون: عَليكَ قِرَاءة كُلَ مَا يَقَع عَليهِ نَاظرك، خَاصَّةً كُتب المُؤلِّفين المَشهُورين، ثُمَّ عَليكَ الكِتَابَة فِي أَوقَاتٍ مُنَاسِبَة، وبَعيداً عَن الفَوضَى والإزعَاج، ولَا تَنسَ الالتزَام بعَنَاصِر كِتَابة الرِّوَايَة، والتَّركيز عَلَى تَرتيبهَا، ثُمَّ رَبْط النِّهَايَة بمجمَل أَحدَاث ووقَائع القصَّة، كَمَا عَليكَ أَنْ تُدوِّن كُلّ مَا يَخطُر ببَالك مِن أَفكَار..!

أَكثَر مِن ذَلك، حَاوِل أَنْ تَتجنَّب العَمَل؛ عَلَى أَجهِزَة مُتَّصِلَة بالإنترنِت، لتَتجنَّب التَّشويش، وأَنْ تَختَار مَوضوعاً هَادِفاً، فلَيس كُلّ فِكرَةٍ تُثير اهتمَامك ككَاتِب؛ تُثير اهتمَام القَارئ، وحَاول أَيضاً القِرَاءَة بصَوتٍ مُرتَفع، للتَّأكُّد مِن إيقَاع الكَلِمَات، فقَد تَكون مُعقَّدة، ولَا تَنتبه لِذَلك إلَّا عَن طَريق سَماعهَا..!

ومِن النَّصَائِح أَيضاً، نَصيحَة تَقول: تَجنَّب الحَديث عَن كِتَابَاتك ومَهَارَاتك، وابدَأ بالكِتَابَة، وخُذ بعَينِ الاعتبَار؛ الانتقَادَات والتَّفضيلَات مِن قُرَّاء مُؤلَّفَاتك السَّابقة، ومثِّل مُغَامرَاتك الشَّخصيَّة -المُخيفَة والغَامِضَة- فِي كِتَابَاتِك، وتَقبَّل الفَشَل، ولَا تَجعل الخَوف مِنه عَائِقاً؛ للبدء أَو المُوَاصَلَة..!

ومِن الجيِّد أَنْ تَتغلَّب؛ عَلَى مَشَاعِر عَدَم الكَفَاءَة والنَّقص، التي تُصَاحِبُكَ أَثنَاء الكِتَابَة، وكَذَلِك إبقَاء العَمَل صَوب عَينيك، لتَتذكَّره وتَستَمر بإكمَالِهِ..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: يَا قَوم، الكِتَابة لَهَا أَسرَارٌ وأَسرَار، وحَتَّى الآن قَرأتُ أَكثَر مِن (50) كِتَاباً عَن الكِتَابة، ومَازِلتُ فِي السِّرِّ الأوَّل، وكَأنَّ الكِتَابَة تُشبه الهَوَى؛ الذي قَال عَنه «نزار قبَّاني»:

عِشرُون عَامًا فَوق دَرْب الهَوَى

ولَا يَزَالُ الدَّرْب مَجهُولا!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store