Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمود إبراهيم الدوعان

خدمات المسجد الحرام

A A
يسعد قاصدو مكة المكرمة -زادها الله رفعة وتشريفًا- لأداء مناسك العمرة في شهر رمضان المبارك بتوافر خدمات جليلة يقدمها القائمون على شؤون المسجد الحرام وبتوجيهات عليا من قادة هذه البلاد وحكامها بدءًا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وسمو ولي عهده الأمين، وسمو أمير منطقة مكة المكرمة، وسمو نائبه، وكافة المسؤولين القائمين على خدمة زوار البيت العتيق خاصة في هذه المواسم المباركة التي يتوافد فيها المسلمون من كل مكان، لأداء مناسك العمرة وشعائرها في رحاب البيت العتيق.

تنظيم رائع بدءًا من نقاط الفرز على محاور مداخل مكة من معظم جهاتها حتى الوصول إلى مواقف السيارات التي تميزت بالاتساع، والإضاءة، والمعدة جيدًا لاستقبال آلاف السيارات لقاصدي المسجد الحرام من داخل المملكة وخارجها، حيث تصطف آلاف الباصات لنقل الزوار للبيت العتيق، مع ترتيب جيد من قبل رجال الأمن المنتشرين في كل مكان، وجهودهم المباركة في تسهيل حركة السير لمساعدة المعتمرين في الوصول إلى المسجد الحرام في أقصر مدة ممكنة.

داخل المسجد الحرام حيث الكعبة المشرفة في ثوبها القشيب وشموخها العظيم الذي تهفو له القلوب وترنو له النفوس المتشوقة وتلهج عندها الألسنة بالدعاء لله تعالى عزّ وجلّ بأن بلغها زيارة البيت الحرام والصلاة فيه، والطواف حول الكعبة المشرفة، والسعي بين الصفا والمروة، وشرب ماء زمزم، والتقرب إلى الله بعمل الصالحات. «ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب» (الحج 32)، عمل دؤوب بين أروقة المسجد وساحاته من عمال للنظافة على مدار الساعة حيث يظهر المسجد في أبهى صورة حيث يقول الله عزّ وجلّ: «وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود» (الحج 26)، مع توافر سقيا زمزم المنتشرة في كل مكان ماءً عذباً زلالا سائغًا للشاربين، ورجال أمن يحافظون على النظام، وعدم تكدس الزائرين، وتوجيه المعتمرين لمن يجهل المكان.

رغم كل تلك الجهود الجبارة التي يبذلها القائمون على شؤون المسجد الحرام -جزاهم الله خيرًا- إلا أن هناك بعض الملحوظات البسيطة التي لا تقلل من تلك الجهود المضنية التي يبذلها الجميع ليل نهار ومنها:

تحديد مسارات الدخول والخروج من المسجد خاصة أوقات انتهاء الصلوات؛ تفويج المعتمرين العائدين لسياراتهم بعد أداء العمرة، خاصة عند فندق إيلاف قريش حيث يتكدس آلاف من المعتمرين في انتظار الباصات، فيحدث الإرباك عند الصعود للباصات، فحبذا لو تم تنظيم هذا الجانب بشكل أفضل لتكتمل منظومة الخدمات الرائدة التي تقدمها أجهزة الدولة المختلفة لخدمة قاصدي المسجد الحرام.

ملايين من الزوار، والعمّار، وبعض من أهالي مكة يتوجهون يوميًا لأداء الصلوات في مسجدها الشريف الذي تعدل الصلاة فيه مئة ألف صلاة فيما سواه، كما أخبر بذلك الصادق المصدوق -عليه أفضل الصلاة والسلام- ورغم كل تلك الحشود الهائلة والأجساد المتلاحمة إلا أن أمور العمرة تتم بكل سهولة ويسر ولله الحمد، وكل معتمر يرفع أكف الضراعة إلى الله بأن يحفظ هذه البلاد المباركة، ومليكها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده، وجميع العاملين، والمتطوعين، والقائمين على خدمة بيتها العتيق، ومسجدها وحرمها الآمن الشريف، وأن يديم على هذه البلاد، وحكامها، وشعبها الأمن والاستقرار، وخدمة ضيوف الرحمن في كل وقت وحين.. حفظ الله بلادنا من كل مكروه إنه ولي ذلك والقادر عليه.. ومزيداً من التوفيق بإذن الله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store