Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد بشير كردي

ضيوف الرحمن لعمرة رمضان

A A
شرع الله لعباده العديد من العبادات، وجعل لبعضها مواسم خاصَّةً بها ليبقى المسلم على اتصال دائم بخالقه، ومن تلك العبادات العمرة.. وهي لتجديد العلاقة بين العبد وخالقه بزيارة بيته الحرام وشعوره بالراحة والسكينة والاطمئنان، والطلب من فضله تعالى المغفرة والتوبة إليه.

من الأحاديث النبويَّة التي أجمع علماء الحديث النبوي على صحَّة روايتها، قول يُعْزَى لرسولنا الكريم: «عمرةُ رمضانَ تَعدلُ حجَّةً معي».. وهذا ما جعل غالبيَّة المقتدرين شرعًا حريصين على تأديتها في رمضان كلَّ عام.. ومنهم من يؤدِّيها أكثر من مرة احتسابًا لثوابها طوال إقامتهم في العاصمة المقدسة، ولأكثر من مرة في اليوم الواحد طمعًا في ثوابي العمرة وصلاة الجماعة في المسجد الحرام.. ففضل الصلاة فيه تعدُّ بمئة ألف صلاة.

جدير بالذكر أنَّ أعدادًا غفيرة من المعتمرين من بلدان بعيدة، منهم من لم تشمله في بلده قرعة الحج في السنوات الأخيرة، ويخشى الرحيل عن الدنيا الفانية ولم يزرِ البيت الحرام وأداء فريضة الحج... لذا يغتنم فرصة مواسم العمرة خلال شهر رمضان خاصة برجاء أن تُكتب له حجَّة مع رسولنا الكريم علمًا بأن عمرة رمضان لا تسقط فريضة الحج وإنَّما تكسب مؤدِّيها أجرها.

في المقابل، يزداد عدد المعتمرين من داخل المملكة رمضانَ بعد رمضان بفضل شبكات الطرق البريَّة والحديديَّة والجويَّة الميسَّرة والسريعة، فتزدحم وسائل النقل وفنادق العاصمة المقدسة، ليضيق على ضيوف الرحمن المسكن والتنقُّلات.. وقد تكون عمرة بعضهم الأولى والأخيرة في الحياة! وبسبب الازدحام يفتقد المعتمرون السكينة والطمأنينة في طوافهم وسعيهم وتنقُّلاتهم.. ويواجه جميعهم تكاليف الإقامة في الفنادق التي ترفع إيجار غرفها أضعافًا في أيَّام شهر رمضان وأضعافًا مضاعفة في العشر الأخيرة من الشهر الكريم... الأمر الذي يتطلَّب المزيد من الإرشاد لتوجيه الراغبين في أداء العمرة من داخل المملكة لإفساح المجال لضيوف الرحمن، والاكتفاء بعمرة رمضانيَّة واحدة كلَّ خمس سنواتٍ على غرار ما هو متبع في مواسم الحج.. والله الهادي إلى سواء السبيل.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store