Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

ليلة العمر

A A
نحن اليوم في عصر السرعة، فاليوم والأسبوع والشهر أصبحت تمر سريعاً، وخلال هذا الوقت السريع نجد هناك العديد من الفرص تمر علينا في حياتنا قد يكون بعضها بمثابة (فرصة العمر)، منها ما هو اجتماعي أو اقتصادي أو في أي مجال آخر قد يكون له دور في مستقبلنا ولكن بعضنا وللأسف يتهاون أو يتقاعس أو لا يبالي بانتهاز تلك الفرصة والبعض الآخر قد يعتقد بأن تلك الفرص ستتكرر فلا بأس في أن يضيع الفرصة الحالية إذ يمني نفسه بأنه ستكون هناك فرص أخرى مستقبلاً وقد لا تأتي تلك الفرصة فيندم أو قد تأتي ولكن بعد قوات الأوان.

طبيعة الفرصة هي أن تكون عابرة بل أحياناً نادرة ومفردة غير متكررة وعادة ما ينصح الناس بعضهم البعض بانتهاز الفرص أو اغتنامها بل وأحياناً اختطافها قبل فوات الأوان، فالفرص لا تأتي للجميع بل تخص فئة معينة، كما أن طبيعة انتهاز الفرص تتطلب الصبر والتعب حتى يظفر الإنسان بالفرصة، وفي كل الأحوال على الإنسان أن يكون دائماً مستعداً ومنتبهاً وحتى لو فاتت عليه بعض الفرص فليهيِّىء نفسه لما قد يأتي وليحاولْ من جديد، فكثيراً ما تأتي بعض الفرص أثناء استمرار المحاولة.

هناك فرص تأتي للإنسان وهو يعلم موعدها وتتكرر في العام مرة واحدة، ومن تلك الفرص ( ليلة القدر) وهي ليلة عظيمة وفرصة كبرى ففضل تلك الليلة ليس له مثيل وقدرها عظيم ومن فضلها أن قيام تلك الليلة خير من ألف شهر أي خير من 83 عاماً وأربعة أشهر. وبالأمس بدأت العشر الأواخر من ليالي رمضان والتي من ضمنها (ليلة القدر) وهي أفضل ليالي السنة للناس وقد كانت هناك حكمة لإخفائها خلال هذه الفترة حتى يجتهد الناس في الحرص على انتهاز الفرصة خلال فترة العشر الأواخر كاملة وعدم التركيز على ليلة واحدة.

(ليلة القدر) هي ليست فقط ليلة العمر بل هي استثمار العمر كله إذ يعمل الإنسان في ليلة واحدة ليكسب أجراً أفضل من لو أنه عمل طوال حياته، فهل مر عليك في حياتك أفضل من هذه الليلة؟.

فعلينا أن نوصي أنفسنا وأبناءنا بانتهاز هذه الفرصة وأن لا ندعها تفوت علينا فهي ليلة مباركة نسأل الله أن يبلغنا إياها وأن يجعلنا فيها من المقبولين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store