Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

لمُّ الشمل في رحاب البيت العتيق

A A
بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تُعقد خلال الأيام المقبلة في رحاب البيت العتيق ثلاث قمم خليجية وعربية وإسلامية للتشاور حول المواضيع المتأزمة التي تحيط بالجزيرة العربية على وجه الخصوص والخطر الإيراني الذي يدفع بالمنطقة الى فوهة أزمة قد تجر العالم الى حرب كونية ثالثة.

ولأهمية التوقيت وما يتطلبه الوضع العربي من تدارس الموقف العربي الإسلامي فإن القيادة السعودية على الدوام تعمل على وحدة الصف وتوافق الآراء واتخاذ المبادرات للتصدي للأزمات.. وحتى لا يبقى أحد خارج دائرة المشاركة وتنسيق الجهود المطلوبة للتصدي للتحديات والمخاطر التي تفرضها المرحلة فإن ما تقوم به ايران وعملاؤها في المنطقة من انتهاكات للقوانين والأعراف الدولية وحرمة الأماكن المقدسة يتطلب توحيد المواقف من الدول الخليجية والعربية في المقام الأول لأن المملكة لديها الإمكانيات ولله الحمد للرد بالطرق التي يفهمها الخصوم ولكن نهجها عدم التسرع ومشاورة الأشقاء العرب والدول الصديقة لأن المصير واحد، ولكي لا ننسى أن العراق خاضت حرباً لمدة عقد من الزمن مع ايران من أجل التصدي لسياسة تصدير الثورة الذي خطط له الخميني ونظامه وبعد تجرُّعه السم في تلك الحرب استكان لفترة وعاد لمحاولة تنفيذ المخطط عن طريق الشبكات الإرهابية بواسطة عملائه في العراق وسوريا ولبنان واليمن وبعض الجيوب الخفية في دول أخرى.

وما تشهده المنطقة من حشد أمريكي ينذر بانفجار الأزمة وإدخال المنطقة في أتون حرب عالمية مدمرة ستكون كارثية على اقتصاد العالم وتعيق المشاريع التنموية في المنطقة العربية..

اليمن الذي أوصله الحوثي الى عنق الزجاجة مهما كانت نتائج الصراع القائم حاليًا بين عملاء ايران والحكومة الشرعية سيظل يعاني لفترة طويلة كما هو الحال في العراق وسوريا ولبنان التي باتت على حافة الانهيار بسبب التدخلات في شؤونها الداخلية وإنهاك اقتصادياتها وتعطيل أي محاولة لتنمية مستدامة في تلك الدول التي تعاني من الفقر والمرض وانعدام الأمن والاستقرار.

إن الواقع العربي يفرض على الجميع عدم التماهي مع السياسة الإيرانية المراوغة والتي لم يحصل منها أي عمل ايجابي يخدم الأمن والاستقرار في العالم إلا استخدام القضية الفلسطينية لخدمة مصالحها الإستراتيجية الرامية للهيمنة على المنطقة. وقد أعلنت ذلك صراحة على لسان وزير خارجيتها بأنها -إيران- تسيطر على عواصم أربع دول عربية والحبل على الجرار.. وبفضل هذه الحيثيات تفتح المجال لمزيد من الابتزاز وتصعيد الأزمات واستنزاف مقدرات الشعوب للتسليح وتعطيل مشاريع التنمية المستدامة.. والتاريخ شاهد بأنه مهما كانت التمنيات الرغبوية بأن ايران ستغير من سلوكها بدون إرغامها على ذلك فإن هذا يُعد رهاناً مآله للفشل وتلك طبيعة الأنظمة الشمولية التي تحركها الأوهام في كل تصرفاتها.

والمملكة العربية السعودية بسياستها الواقعية تضع كل شركائها أمام التحديات المفروضة على المنطقة والأمل أن تكون الاستجابة على مستوى جدية المبادرة السعودية من خلال القادة في رحاب البيت العتيق وفي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.

حفظ الله أرض الحرمين من كل سوء ووفَّق القادة لاتخاذ القرارات السليمة لمعالجة التفكك الذي أصاب العالم العربي في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الأمة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store