Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

نجاح القمم الثلاث انتصار للمسلمين

A A
ثلاث قمم ناجحة في العشر الأواخر من شهر رمضان برعاية خادم الحرمين الشريفين.. وقد صاحب انعقاد المؤتمرات الثلاثة «صدور وثيقة مكة المكرمة» التي لها طابع الشمولية لخارطة طريق تستجيب لمتطلبات العصر بدون الخروج عن الثوابت الأساسية والنص جدير باهتمام كل مسلم وخاصة المناط بهم صناعة القرارات التي تعالج هموم الأمة في هذا العصر الملتهب بالحروب والطائفية والفوضى واضطهاد الشعوب وهدر المقدرات في صراعات وحروب مدمرة.

وخادم الحرمين الشريفين عندما اتخذ قرار استضافة إخوانه قادة الأمتين العربية والاسلامية في العشر الأواخر من شهر رمضان كان يعلم أن تلبية الدعوة ستكون في الموعد.. أكد ذلك سرعة التجاوب وكثافة الحضور كما ذكر أمين عام الجامعة العربية في المؤتمر الصحفي..

وسائل الإعلام العالمية التي غطت الحدث أثنت على مبادرة خادم الحرمين وحللت الحدث بموضوعية اتسمت بالإنصاف والثناء على الادارة والنتائج الإيجابية التي لم تكن إعلان حرب ولكنها رسالة سلام، ووضع الدول الإسلامية والمجتمع الدولي أمام مسؤولياته فيما يخص التصدي للعبث الإيراني المدعوم بالدلائل التي لا تقبل الشك وتحذر من مغبة تطورات الأوضاع العسكرية في المنطقة واحتمال تداعيات خطيرة لن تقتصر آثارها على منطقة الخليج العربي وحسب بل سيكون لها آثار عميقة على الاقتصاد العالمي بكامله عندما تتعرض منابع الطاقة العالمية للخطر من قبل دولة مارقة وعملائها -الحوثي في اليمن وحزب ايران في لبنان- الذين توظفهم لتحقيق أهدافها.

وأكبر خيبة أمل كانت موقف العراق الذي تحفظ على إدانة تدخلات ايران والدعم الذي تقدمه للإرهاب في المنطقة بما في ذلك العراق وسوريا.. وهذا الموقف يضع علامات استفهام كبيرة وواضحة حول موقف العراق..

هل هي مع الإجماع العربي والدولي الذي يؤكد على الأمن والاستقرار أم أنها مع إيران وشبكاتها الإرهابية التي تهدد المنطقة بما في ذلك أمن واستقرار العراق؟.

وفي الختام لقد أثبتت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين وولي عهده الأمين قدرتها على حشد قادة الأمتين العربية والإسلامية في رحاب البيت العتيق وإطلاع قادتها على واقع الصراع مع إيران وعملائها ووسائل التهديدات لأمن الأماكن المقدسة والاعتداءات على وسائل ضخ ونقل الطاقة الحيوية لتلبية احتياجات الاقتصاد العالمي وإقامة الدليل على كشف المواقف العدائية للإسلام والمسلمين باستهداف مقدساتهم.. وقد كانت القرارات التي تم اتخاذها بالاجماع -باستثناء شذوذ العراق وقطر- رسالة سلام لا نداء لحرب مع إيران.

والموقف الثاني الذي صدر عن القمم الثلاث رفض موقف الإدارة الأمريكية من القدس والجولان والتأكيد على تأييد حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وحل الصراع في فلسطين وفق الشرعية والقرارات الأممية بالشكل الذي يقبله الشعب الفلسطيني.

والحمد لله والمنة على نجاح موسم العمرة والترتيبات الأمنية للقمم الثلاث ودقة البروتوكول بالمستوى الراقي الذي يليق بمكانة الضيوف وروحانية الزمان والمكان.. تقبل الله كل الجهود الصادقة التي تكللت بالنجاح وجعلها في موازين حسنات كل من عمل لإنجاح المناسبة بأمانة وإخلاص في رحاب البيت العتيق.. وكل عام ومهبط الوحي وأمة الإسلام بخير.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store