Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
شريـف قـنديـل

حديث السوريين في مصر وعصر «اللمون»!

إضاءة

A A
لايمكن اعتبار سعر الليمون معياراً أو معدلاً لقياس قوة الاقتصاد بين دولة وأخرى أو بين عصر وعصر!.

والحق أنني عصرت فكري أو تفكيري للوصول الى معلومة موثقة عن سر اختفاء الليمون فجأة في مصر دون جدوى.

ولأن ذلك كذلك فقد استسلمت مع المستسلمين لواقع الحال الذي تحول من الحديث عن سعر وقيمة محمد صلاح الى سعر وقيمة الليمون.

في أثناء ذلك، ولأن نفوس البعض كما يقال في مصر "حمضانة" اندلع الهجوم من جديد على الأشقاء السوريين المقيمين، دون أن أعرف معلومة وحيدة موثقة عن السبب!

دعك من حديث القومية والوحدة العربية، بل دعك من الاستناد على قيم النخوة والشهامة وكل ما يتعلق بالأصالة العربية.. دعك من ذلك كله وأكثر منه، واحسبها اقتصادياً واستثمارياً، وستكتشف من الوهلة الأولى أنها النفوس "الحمضانة" والعقول المريضة التي لا تجد ما تفعله وتنتجه وتبدعه سوى هذا الطرح السقيم.

ولأنني في حالة عصر وليس عصفاً ذهنياً فقد اكتشفت أن الهجوم على السوريين يأتي على نوبات تماماً مثل ارتفاع أسعار الليمون.. تصل الى مائة جنيه ثم سرعان ما تصبح بجنيه!

ولأنني كذلك، واثق تماماً من فشل محاولات النيل من مكانة الأشقاء السوريين المبدعين المقيمين في قلوب المصريين، فقد تفرغت للبحث عن مكانة وحكاية الليمون في تراثهم الفني المعاصر حيث مهارة استخدام الجمل الشعرية والخلط بين اللوم والليمون وبين مفردتى"لموني" و"لاموني"!

لقد غنت الفنانة شادية من كلمات الشاعر فتحي قورة لليمون مرددة: آه يالموني.. في هواك ظلموني.. آه يالموني وأنا بستناك.. كنت بعيد والفكر معاك.. خفت لحد يملى هواك.. ياخدك مني وتبكي عيوني.. يالموني!

وفي غمرة الغناء للحبيب او لليمون استغل الشاعر فتحي قورة الموقف فراح يتحدث في أغنيته الشهيرة عن الوضع الاقتصادي وبث روح الأمل، قائلاً: لولا القمح ما كانت حياتنا.. لولا العزبة ما تعيش المدينة.. ولولا الصبر ما نبلغ مرادنا.. بالمجهود ما يشمت حد فينا.

كنت أغادر مطار القاهرة، متذكراً محطات الطفولة بين الرملة وأشمون.. وسارحا بخيالي في محطات الجامعة الجميلة بدءاً من كوبري الليمون، حين فوجئت بمحمد منير يغني لعبد الرحيم منصور: كام عام ومواسم عدوا؟! وشجر اللمون دبلان على أرضه.. بيني وبينك أيام وينقضوا.. فينك؟ أنا من غيرك أنا مش عاقل ولا مجنون.. أنا مطحون والدنيا دي رحاية.. وقلبي حب الحب.. وحبابه عيون.. وشجر اللمون دبلان على أرضه.

يقيناً، ستزهر أشجار الليمون في مصر.. ماء العيون، وستنمو كل أشجار الحنين لغوطة دمشق وزيتون فلسطين، كما ستظل تزهر أشجار الحنين في قلوب أبنائها لأميرة الأميرات ومهد ومأوى المبدعين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store