Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

لقد شَيَّبُوا شَبَابَنا!!

A A
صدِّقوا أو لا تصدِّقوا، فمنتخب كوريا الجنوبية لكرة القدم للشباب، الذي هزمه منتخبُنا للشباب في البطولة الآسيوية الأخيرة قبل بضعة شهور، ليتأهّل المنتخبان على إثرها لبطولة كأس العالم، قد وصل إلى نهائي البطولة العالمية وربّما سيفوز بها مساء اليوم السبت، حيث تجري مباراتها النهائية، بينما خرج منتخبُنا مُبكِّراً من البطولة العالمية، بثلاث خسائر متتالية أمام منتخبات فرنسا ومالي وباناما، وهذا أمر مُحيِّر جداً، فما السرّ يا تُرى؟.

أنا لا أحتاج لأن أكون خبيراً كروياً لأفشي لكم السرّ، إذ إنّه حُسْن إعداد المنتخب الكوري وسوء إعداد منتخبنا في الفترة الزمنية الواقعة بين البطولة الآسيوية والبطولة العالمية، نعم هذا هو السرّ بكلّ بساطة!.

والأندية الكورية أشركت لاعبي منتخبهم الشاب في دوريها المحلّي كأساسيين، فضلاً عن لعب بعضهم كمحترفين في خارج كوريا، فصُقِلُوا أحسن صَقْل، وتمرّسوا أحسن تمرّس، في الوقت الذي أهملت أنديتنا فيه لاعبي منتخبنا الشاب، وجمّدتهم على دكّة الاحتياط، حتّى تيبّست عضلاتهم، وقلّت حساسيتهم بعد أن كانت عالية، واعتمدت على اللاعبين الأجانب الثمانية وبعض لاعبي الخبرة السعوديين ممّن أكل الدهرُ من قدراتهم وشرب، وإن لعّبت بعض شبابنا فلدقائق معدودة طيلة الدوري، وكان هدفها بالطبع هو الفوز بالدوري ولو على حساب صقل المنتخب الشاب، وكأنّ الموازاة بين هدف الفوز بالدوري وهدف الإعداد النموذجي لشبابنا ليست مطلوبة وممكنة، بل هي ممكنة وسهلة إذا صفت النيّة، وتغلّبت أولوية تشريف الوطن على غاية الانتصار الشخصي للأندية ورؤسائها المتنافسين على الأمجاد المحلية!.

أمّا اتحاد كرة القدم فقبع متفرّجاً، لم يهشّ ولم ينشّ، باستثناء التنسيق لإقامة معسكرات مُمِلّة ومتباعدة ومباريات دولية لمنتخبنا الشاب قبل البطولة العالمية بقليل، ناسياً أو متجاهلاً أو متغافلاً أو جميع ما ذُكِر، بأنّ احتكاك اللاعبين خلال الدوري مع خوض المباريات الوُدّية القوية هو أفضل إعداد لهم!.

وها قد شَيّبَ اتحادُنا وأنديتُنا شبابَ منتخبنا قبل أوانهم بكثير، وقد نخسر جيلاً كاملاً منهم، بعد أن كان مُبدِعاً ومُتميِّزاً بسبب إهمال هذا الاتحاد وأنانية تلك الأندية، والخاسر الأكبر هو سُمعة ورِفعة كرتنا، وخُزانة إنجازاتنا الرياضية، ولا أدنى حسيب يُحاسِب، ولا أدنى رقيب يُعاقِب، ولا حضور لأخضر الوطن يُفترض أن يُقدّم على ألوان الأندية بكافّة أطيافها، حقاً، حسبنا الله ونعم الوكيل!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store