Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أسامة حمزة عجلان

بل تعظيمه عليه الصلاة والسلام ليست شركاً

A A
وصلتني رسالة من صديق عزيز أبعدتنا المسافات والزمن.. هذا نصها: «السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

فيه موضوع ودي تكتب فيه وهو إطراء النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من ذكر الله عند بعض الناس، فمثلاً يوم الجمعة تصلك رسائل الجوال صلوا على رسول الله ولا يقولون اذكروا الله ثم صلوا على رسول الله، وهذا مخالف لتوصيته صلى الله عليه وسلم (لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم).. النبي هو عبد مخلوق، والله هو الخالق الرزاق المعين الكريم سبحانه وتعالى عن كل شبيه أو نظير.. في المجالس إذا نسي الإنسان السالفة قال: اللهم صلِّ على محمد، وهذا مخالف لأمر الله عز وجل، قال تعالى: (واذكر ربك إذا نسيت)... الخ من أشياء فيها غلو وتفضيل للرسول على الله لا حول ولا قوة إلا بالله، البعض من جهله أخذ المعنى الظاهر للآية القرآنية (إن الله وملائكته يصلون على النبي)، فهناك تفسير لا يحضرني الآن وهو: صلاة الله تختلف عن صلاتنا نحن البشر، يا أخي فيه غلو وفيه اطراء يصل لدرجة الشرك حذَّر منه النبي عليه الصلاة والسلام، شوف الموضوع واكتب فيه وبرىء ذمتك جزاك الله كل خيرعلى ما قدمت وتقدم، ونصيحة محب لك تحول للكتابة في الشأن الديني والحث على مكارم الأخلاق تجدها أمامك في قبرك وإذا لقيت ربك....»

وكان ردي على الرسالة نصاً:

أخي الفاضل..قرأت رسالتك وأنا معك في وجوب تعظيم رب العباد والثناء عليه في كل وقت وحين، وحقيقة تعظيم الحبيب صلى الله عليه وسلم واجب دون التأليه له، وهو ما قصد في الحديث الذي ذكرت «لا تطروني...» أي الإطراء دون التأليه لا شيء فيه والنصارى ألَّهوا سيدنا المسيح عليه السلام.

وأما رسائل يوم الجمعة فهي تذكير بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وهي مندوبة حتى أن الشيخ الشنقيطي من هيئة كبار العلماء يفضل الصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة على قراءة القرآن، ليس تفضيلاً مطلقاً بل يوم الجمعة.

أما من ناحية النسيان والتذكير بالصلاة عليه فلها أصل أيضاً في الشرع ولنا أيضاً في حديث التوصية منه صلى الله عليه وسلم للصحابي الذي جعل كامل دعائه صلاة وسلاماً عليه صلى الله عليه وسلم وفيها كفاية للهم وغفران للذنب وهذا من أصل الشرع الحنيف. وهناك موسوعة أعدها عالمان فاضلان الشيخ ابن حميد والشيخ ابن ملوح من 11 مجلداً واسمها (نضرة النعيم في مكارم أخلاق سيد المرسلين) صلى الله عليه وسلم، وتجد فيها ما نحن بحاجة لتعلمه من حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم دون التأليه، ومن الكتب المفيدة في هذا الشأن العظيم (الشفا بتعريف حقوق المصطفى) صلى الله عليه وسلم للقاضي عياض، ويكفي أن الصلاة عليه في الملأ الأعلى من الله عز وجل وملائكته الكرام لا تنقطع وتختلف عن صلاتنا، ولو تمعنَّا في صيغة الصلاة عليه منا لأدركنا أننا لا نصلي بل نطلب من المولى عز وجل الصلاة عليه لأننا أقل منه شأناً وأدنى منه صلى الله عليه وسلم منزلة بلا نزاع. والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم تخرج من الظلمات الى النور بنص الكتاب الكريم لأنها سبب في صلاة الله عز في علاه والآية تقول (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ...).

وهذه واحدة من فوائد وثمرات الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم التي لا تعد ولا تحصى، ومنها التذكير بما ينسى الانسان وقد ختمت مقالات عديدة بالفوائد والثمرات التي ذكرت في موسوعة نضرة النعيم والشيخ الجزائري يَعتبِر أدنى الكثير من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة ثلاثمائة صلاة

ولكم حبيبنا تحياتي وأشواقي لشخصكم».

وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store