Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

البلسم المعدود.. إنسانية عابرة للحدود

الحبر الأصفر

A A
حَمَل مَجمُوعَةٌ مِن الأطبَّاء السّعوديِّين عَلَى عَاتِقهم؛ مُهمّة خِدمة المَرضَى؛ فِي المَنَاطِق ذَات الإمكَانَات المَحدُودَة، طُوال 20 عَامًا، قَبل أَنْ يَتم تَرخيص نَشَاطهم، ليُصبح مُنظَّمة دَوليَّة، حَملَت اسم "البَلسَم"، يَعملون فِيهَا -مَع مَجمُوعَة مِن زُملَائِهم- عَلَى عِلاج أَكبَر عَدَد مُمكِن مِن المَرضَى، فِي المَنَاطِق المحتَاجَة لتَعزيز صحّة المُجتمعَات الفَقيرَة، ضِمن التَّوَاجُد العَالَمي المُستَديم فِي كُلِّ مَكَان؛ يَحتَرم مَواثِيق الأُمَم المُتَّحِدَة، ويَلتَزم بِهَا..!

ويَنطَلق الأطبَّاء مِن مُنظمة "البَلسَم" الدَّوليَّة، والتي تَقوم بدورٍ إنسَاني عَظيم، يُكلِّفهم تَحمُّل مَشقَّة السَّفَر؛ للبُلدَان المحتَاجَة لخَدماتٍ طبيّة وعِلَاجيَّة، حَيثُ يَذهب الأطبَّاء لتِلك المَنَاطِق، والتي آخِرها "اليَمن وتَنزَانيا"، ليُعَالِجُوا المَرضَى، ولإجرَاء العَمليَّات الجِرَاحيَّة اللَّازِمَة، لَيس كُلّ هَذا فحَسب، بَل تَدريب الكَوَادِر الصّحيَّة فِي تِلك البُلدَان؛ عَلَى إجرَاء عَمليَّات مُمَاثِلَة؛ مِن خِلال العَمليَّات التي يَقومون بِهَا، وتَحديث مَعلُومَات وخبرَات الأطبّاء، والفَنيِّين المَحليِّين، خِلال هَذه الأيَّام، أَي تَدريب وتَطوير مُستَمر.. لنَجد أَنَّ الهَدف الأَسمَى مِن مِثل هَذه المُبَادَرَات؛ هو تَحقيق الاستِدَامَة، لأنَّكَ إذَا قدِمتَ إلَى مَكانٍ، وأَصلَحتَ مَا فِيهِ وتَركته، ولَم تُعلِّم وتُدرِّب أَصحَاب المَكَان عَليه، أَو تَقوم بتَوعيتهم بالجَديد، ليَكونوا جَاهزين لأَي تَغيير أَو تَحوُّل، سيَعود ويخرب، وستَكون حِينهَا الطَّامَة أَكبَر..!

وكَان مِن المُبهر حَقًّا، وأَنَا أَقرَأ -هُنَا وهُنَاك- الإنجَازَات والأَرقَام والحَالَات، أَنْ أَعرف بنَجاح "البَلْسَم" فِي الوصُول إلَى 2524 مُستَفيدًا، خِلَال ستّ رَحلَات عِلاجيَّة دَوليَّة، نَظَّمتها المُنظَّمة الفَترَة المَاضية، وقَد حَقَّقت تِلك الأَرقَام بالعَمل الدَّؤوب، فِي سَبعةِ تَخصُّصات طبيَّة مُختَلفَة، وهي: طِب وجِرَاحة القَلب، وجِرَاحة العيُون، وجِرَاحة الأَطفَال، وقَسطَرة القَلب، وجِرَاحة المَسَالِك البَوليَّة للأَطفَال، والعِنَاية المُركَّزة، بالإضَافَة للرِّعَايَة التَّنفسيَّة..!

وانطَلق أَطبَّاء "البَلسَم"؛ مِن مَجموعة قِيَم فِي عَملهم، تَحدَّدت فِي العَمَل؛ تَحت الغطَاء الرَّسمي القَانوني الدَّولي، والاحترَافيَّة العَاليَة فِي الأَدَاء، والتَّعَاون مَع جَميع الجِهَات الفَرديَّة والمَعنويَّة، بِمَن فِي ذَلك المُتبرِّعون المَحليِّون والدَّوليِّون، فِي نِطَاق الالتقَاء الطِّبي الخَيري الإنسَاني، وبشَفَافيةٍ تَامَّة..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: إنَّ هَذه المُنظَّمَة تَعمَل مِن مُنطلق العَمَل الإنسَاني، بِمَا يَخدم إحيَاء الأَرض وإعمَارهَا؛ مِن مَبدأ قَوله تَعَالَى: (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)، دُون الانحيَاز لجِنسٍ أَو عِرق، وهو المَبدأ الذي سَاهَم فِي نمو وتَوسُّع أَعمَالهَا، لتَضع بَصمتهَا الخَاصَّة فِي العَمَل الإنسَاني، حَتَّى سَجَّلت أَولويَّة بمُبَادراتهَا المُستمرَّة، فِي المُسَاعَدَات؛ والأَعمَال الإنسَانيَّة عَلَى مُستوَى العَالَم، بحَسب التَّقَارير الصَّادِرَة مِن مُنظّمات عَالميَّة، مُهتمَّة بهَذه الإحصَائيَّات..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store