Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمود إبراهيم الدوعان

حفاظا على كتاب الله من التحريف

A A
يقول الله عز وجل في محكم التنزيل: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون»، وقد تكفَّل عز وجل بحفظ كتابه من العبث والتحريف، ليرد كيد الحاقدين والمتربصين بكتابه، وبالمسلمين لقوله سبحانه: «يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون».

إن الفئات الحاقدة، والمعادية لله ورسوله، ليس لهم من همٍّ سوى تحريف كلام الله، وتغيير ما جاء فيه من آيات دالة على حقدهم وخبث نفوسهم، وما تكن صدورهم من الحقد والكراهية في تغير حروفه، وآياته، «لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون». وعلى رأس هؤلاء المنافقين اليهود، والنصارى، والرافضة من المتربصين بالثوابت الإسلامية وبكتاب الله الذي لا يأتيه الباطل.

في العشر الآواخر من رمضان المبارك (1440هـ)، لوحظ أن هناك بعض المسوقين للمصحف الشريف بالبيع المباشر بالمنطقة المركزية بالمدينة المنورة، وبالقرب من بوابات المسجد، وهذه النسخ المباعة لا تحمل أي معلومات دالة على أمر طباعتها، أو الجهة الصادرة عنها، وليس عليها أي معلومة يستدل بها القارئ على سلامة هذه المصاحف، إلا أن غلافها الخارجي يشبه إلى حد كبير مصحف مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف؛ إيهامًا وتضليلًا للمشتري، وتُوزَّع بأعدادٍ كبيرة، وبثمنٍ زهيد، ويُقبل عليها الزوار، والعمّار، والحجاج بشكلٍ لافت، ويضع عليها البائع ختم وقف لله تعالى، ومن ثم يسهل تسريبها داخل المسجد الشريف، ووضعها بين المصاحف ولا يتنبه لها أحد.

الأسئلة المهمة جدًّا ومن أجل الحفاظ على كتاب الله عزّ وجلّ من تسريب مثل هذه المصاحف المشبوهة، هو كيف تم دخولها للمملكة؟ ومن الذي أجازها أو سمح بتوزيعها؟ وما الجهات الرقابية المسؤولة عن ضبط توزيع مثل هذه المصاحف، أو المطبوعات، وما شابهها؟ لاسيما أنها تمس أغلى كتاب يهم المسلمين قاطبة وهو القرآن العظيم، وما العقوبات التي تُطبَّق بحق هؤلاء الباعة والموزعين؟ ومن الذي يمدهم بها، لكسبٍ مادي رخيص؟ لأن تحريف القرآن -إذا تم- يكون أشد فتكًا وأكثر دمارًا من جميع الممنوعات، ولذا يجب أن تكون الجزاءات بحق هؤلاء رادعة، لكل مَن يسهم في توزيعها، أو نشرها داخل الحرمين الشريفين، كما يجب أن تُجمع جميع هذه النسخ من المكتبات المحيطة بالحرم، ونقاط البيع، ومن داخل المسجد الشريف، الذي تسرَّب إليه جزء كبير منها، والتخلص منها بأسرع وقت ممكن.

كفل الله عزّ وجلّ العناية بكتابه العزيز؛ حيث قال تعالى: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون»، وحرصت دولتنا المباركة على عدم المساس بالمصحف الشريف، أو العبث بطباعته لحفظه من التحريف، والتزييف، وأوكلت أمر طباعته إلى لجنةٍ علمية موثوقة بمجمع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- وهو المجمع الذي يعمل بكفاءة عالية، وأصدر ملايين عدة من النسخ التي تغطي احتياجات الحرمين الشريفين، وكثير من مساجد دول العالم الإسلامي، فهذا المجمع يعمل به أفضل علماء القراءات القرآنية في العالم الإسلامي، وإسهاماتهم مشهود لها بالإتقان.

لنا رجاء، أن تقف الجهات المسؤولة عن طباعة وسلامة كتاب الله عزّ وجلّ في مؤسسات الدولة المختلفة بوضع قوانين صارمة وعقوبات رادعة لكل مَن تُسوِّل له نفسه محاولة العبث بالقرآن العظيم بالتحريف، أو التوزيع بطرق غير مشروعة تتنافى مع ما جاء به محكم التنزيل.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store