Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

قطف التين من قمة العشرين (1)

الحبر الأصفر

A A
لِقَد اختَرتُ هَذَا العنوَان، انحيَازًا وحُبًّا للُّغةِ العَربيَّة، وإلَّا كَان لَديَّ عنوَان آخَر يَقول: «الكَلَام الإسمنتِي عَلَى الـG توينتي»، ولَكن حُبّ العَربيَّة؛ فَاز بالسِّبَاق بنَتيجة 1-0، عَلَى العنوَان بالإنجليزيَّة..!

تَنطَلق بَعد أَيَّام قِمة العِشرين فِي اليَابَان، ونَظرًا لأنَّني لَا أَفقَه الكَثير عَن هَذه القمَّة، فقَد أَنفقتُ -الأيَّام المَاضيَة- سَاعَات؛ فِي مُحَاولة التَّعرُّف عَلَى هَذه القمَّة، والعِشرين دَولَة التي فِيهَا، لأنَّني لَا أَعرف إلَّا العَشرة المُبشِّرين بالجنَّة، وأَركَان الإسلَام الخَمسَة، وأَقسَام الإيمَان السِّتَّة.. وكَمَا تَرون، فإنَّ الأَشيَاء إذَا ارتَبَطَت برَقم؛ فإنَّ حِفظهَا يَكون سَهلًا، وتَذكُّرها يَكون يَسيرًا..!

مِن حَيثُ التَّعريف، تُعرَّف مَجموعة العِشرين بأنَّها: مُنتَدَى دَولي للتَّعاون الاقتصَادي، ومُنَاقشة القَضَايَا الأَسَاسيَّة؛ المُؤثِّرة عَلَى الاقتصَاد العَالَمي، أَمَّا قوّته فتَبدو بأَرقَامهِ، حَيثُ يُمثِّل 85% مِن حَجم الاقتصَاد العَالَمي، كَمَا يُمثِّل 75% مِن حَجم التِّجَارَة العَالميَّة، أَمَّا سُكَّان دول العِشرين، فيُشكِّلون ثُلثي سُكَّان الكُرَة الأَرضيَّة..!

ومِن حَقِّ السَّائِل أَنْ يَسأَل؛ عَن دور مَجموعة العِشرين، ولَن تَتأخَّر الإجَابَة فهِي جَاهِزَة، حَيثُ يَقولون: إنَّ مَجموعة العِشرين تَقوم بدَورين هُمَا:

أوَّلًا: إدَارة التَّحديَّات النَّاجِمَة عَن الأَزمَات المَاليَّة والاقتصَاديَّة، وتَعزيز الاستقرَار المَالي الدَّولي..!

ثَانيًا: تَحفيز الحَوكَمَة الاقتصَاديَّة العَالَميَّة، وإيجَاد فُرص الحوَار بَين الدّول المُتقدِّمة؛ والدّول النَّاميَة..!

أَمَّا مَا يَخصُّ النَّشأَة، فقَد بَدَأ هَذا المُنتَدَى فِي عَام 1974، مِن خِلال خَمس دوَل، ثُمَّ فِي عَام 1976 تَحوَّل إلَى 7 دوَل، أَمَّا فِي عَام 1999، فقَد أَصبَحت الدّول عِشرين، وصَارت المَملَكَة العَربيَّة السّعوديَّة؛ مِن ضِمن دوَل المُنتَدَى..!

حَسنًا.. مَاذَا بَقي؟!

بَقي القَول: إنَّ وجُود المَملَكَة فِي هَذا المُنتَدَى، -الذي يُعتبر أَكبَر مُنتَدَى اقتصَادي؛ فَوق الكُرَة الأَرضيَّة- دَليلٌ عَلَى قوّة الاقتصَاد السّعودِي، ومَكَانَته العَالميَّة، ولَم تَكُن السّعوديَّة مُشَاركة فَقَط، بَل هي مَصدر قوّة واطمئنَان؛ لدَعم الاقتصَاد العَالَمي، ودَعم بَرَامج صَندوق النَّقد الدّولي، والمُنظَّمَات المَاليَّة الدَّوليَّة، وكُلّ الاقتصَاديين يَذكرون؛ أَنَّ المَملَكَة كَان لَهَا الذّرَاع الأَكبَر؛ فِي مُعَالجة الأَزمَة الاقتصَاديَّة العَالَميَّة عَام 2008..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store