Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

المدينة والبقيع

A A
بما أن فضائل المدينة المنورة وشمائلها متفق عليها، وتم طرحها من قبل علماء أفاضل ومفكرين وباحثين لهم الكثير من المؤلفات على مدى التاريخ الإسلامي القديم والحديث، حيث أوضحوا مكانة المدينة المنورة منذ عهد من وضع هذه المكانة وعظم قدرها وهو خير البشر محمد صلى الله عليه وسلم، وأنا هنا ليس للمزايدة على المدينة المنورة ومكانتها في قلوب قيادات هذه الدولة الفتية منذ تأسيسها حتى يومنا هذا، ونحن نشهد بذلك ونعيش هذه المكانة وتطورها يوما بعد يوم، ونعي جيدا ما تحظى به من اهتمام عالي من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وأمير المنطقة ونائبه وجميع العاملين، لتقديم كل الخدمات وفي كل المجالات لزوار المدينة المنورة من حجاج ومعتمرين، وبذل الجهود المقدرة بما يتناسب مع مكانة المدينة في قلوب كل المسلمين.

والمدينة المنورة وهي مهد انطلاق الرسالة السماوية للدنيا، وفيها مثوى ومقام سيد البشر ونبي الأمة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم والتي فيها أيضا روضة من رياض الجنة وجبلها، وحملت من العديد من المأثر النبوية بين جنباتها مواقعا تاريخية بدءاً من المعارك الإسلامية التي تمت بها، حتى المقابر التي ضمت أجساد طاهرة من الشهداء من صحابة رسول الله وأتباعه حتى يومنا هذا، وبقيع الغرقد الذي اختاره النبي مدفنا لأهل المدينة، وهو الذي لا ينطق عن الهوى، يعتبر من أحد هذه المأثر العظيمة الذي ضم بين جنباته ما يقارب عشرة آلاف صحابي، إضافة إلى أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك أهل المدينة المنورة وزوارها، هذا البقيع له من الفضائل والخصال العظيمة التي تحدث عنها الكثيرين من أهل العلم والعلماء الأفاضل على مر العصور.

بقيع الغرقد الذي يقع جوار المسجد النبوي من الناحية الشرقية أسس منذ ألف وأربعمائة وأربعون عام تقريبا، ناله العديد من التوسع والعناية، حتى أصبح كما نشهده اليوم من كبر في مساحته وترامي أطرافه، والدولة –حفظها الله- حرصت على رعايته وتطويره، وكذلك فتح أبوابه للزيارة لعموم المسلمين.

وأهل المدينة المنورة يأملون من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينة المنورة -خصوصا مع بداية دخول شهر الصيف والأجواء الحارة- بأن يتم عمل مظلات خاصة بالممرات داخل البقيع، وأيضاً تخصيص موقع مغطى لتأدية العزاء وفق الضوابط الشرعية، كما ما هو معمول به في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة، وهذا الأمر من باب التسهيل والتخفيف والحد من المعاناة في إجراء الدفن تحت أشعة الشمس في أوقات الظهيرة، وما تظهر من حالات إعياء ومعاناة شديدة، وأهل المدينة على ثقة تامة بأن هذا الأمر سيحظى بعناية واهتمام من قِبَل سموه الكريم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store