Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حليمة مظفر

هل تعرفون «السعودية»!؟

A A
كثيرون لا يعرف أن مساحة السعودية 2.150,000 كيلومتر مربع تقريباً؛ هذه المساحة جعلتها أكبر دولة بمنطقة الشرق الأوسط، بعد أن وحَّدها على قلب وجسد سعودي واحد قائدٌ فذ ومُلهم هو الملك عبد العزيز آل سعود ـ طيب الله ثراه ـ عام 1932م الموافق 1352هـ.

وكثيرون لا يعرف أن السعودية تضم مئات الجزر على سواحلها يبلغ عددها تقريباً 1285 جزيرة، أكبرها «فرسان» جنوب المملكة.

هذه الجغرافية ما قبل اكتشاف النفط اعتمدت على موارد من الماشية والزراعة والتجارة، جعلها قبل العهد السعودي بدائية في حياتها، وهو ما استبعدها عن اهتمام الاستعمار الأوربي الذي لم يترك بلداً لمصالح استعمارية؛ ولم يروا فيها آنذاك سوى صحراء صعبة المراس وجبال قاهرة وسواحل غاوية، قست على أهلها بظروفها البيئية؛ فأدرك أهلها همّة في قسوتها ترفعهم شموخاً، ووجدوا كبرياءهم في تحدياتها التي زادتهم صلابة واعتزازاً، ما جعل إنسانها البدوي والقروي حُراً عزيز نفسٍ تملأه الأنفة التي لا يقدر عليها المستعمر الإقطاعي؛ حتى الحجاز الحاضرة آنذاك لوجود بيت الله الحرام والمسجد النبوي لم يفكر المستعمر بها كونه مسيحياً، فتركها للعبث العثماني يسرق خيراتها.

شخص واحد آمن بهذه الأرض وإنسانها هو الملك المؤسس ـرحمه الله- صانع التاريخ لأنه امتلك حُلماً، بتكوين حضارة ودولة مؤثرة، ولم يكن إلا باكتشاف مورد اسمه النفط؛ ولم ييأس حين رفضت الشركات البريطانية التنقيب في صحراء، ففكر في الشركات الأمريكية ووقع مع شركة ستاندر أول أوف كاليفورنيا اتفاقية جعلت الشركة تنفذ بنوداً أهمها تعليم وتدريب السعوديين.

ومنذ أن بدأ الحفر والتنقيب من البئر 1 حتى البئر 6 والنتائج مُخيبة، لكن الملك المؤسس بقي مؤمناً، ومضت خمس سنوات لم تثنِه، وصولاً للبئر رقم 7 الذي بزغ منه الذهب الأسود بكميات تجارية عام 1938م، بدأت بـ 1600 برميل فقط، وبعد 81 عاماً وصلت إلى 10 ملايين برميل فيما عدد الحقول 116 حقلاً، وبات في السعودية أكبر حقل نفط في العالم هو حقل «الغوار» وامتلكت أكبر وأهم شركة عالمية هي «أرامكو».

حُلم عبد العزيز في تعمير الأرض تحقق وأكمله أبناؤه الملوك بإخلاص وتفانٍ حتى وصلت مشاريع توسعة الحرمين الشريفين لأن تكون الأبرز فخامة وراحة عبر التاريخ؛ وبات في السعودية أكثر من 26248 مدرسة حكومية، و4377 مدرسة أهلية؛ و 29 جامعة حكومية و12 جامعة أهلية، وعدد من الكليات العسكرية والصحية وبرامج ابتعاث لعشرات الآلاف من السعوديين، وحُفرت الطرق في صحارٍ مقفرة وجبال شاهقة وأودية سحيقة للربط بين المدن والقرى في المساحة هي الأكبر بالشرق الأوسط؛ ناهيك عن مشاريع التنمية العملاقة المختلفة والمستمرة لليوم مما أفرحتنا به الرؤية السعودية 2030، ولا أستطيع في مساحتي هذه ذكرها.

السعودية التي اهتمت بالشأن السعودي؛ مدت يدها البيضاء بمساعدات إنسانية لا محدودة دون مقابل للدول المنكوبة بالصراعات والحروب والكوارث البيئية، وخاضت حربها لأجل تحرير شقيقتها الكويت، واليوم تخوضها لأجل استرداد الشرعية في اليمن؛ ورغم هذه الحرب ضد عصابات الحوثيين الإيرانيين فهي مستمرة في تنمية المشاريع الكبرى لراحة المواطن السعودي ولخدمة ضيوف الرحمن موسمي العمرة والحج، بل واستقبلت ثلاث قمم سياسية كبرى في مكة المكرمة بشهر رمضان المبارك لم يشعر معها ضيوف الرحمن ولا ضيوف القمم من قيادات رفيعة بأن الدولة التي تستضيفهم لديها حرب في الحد الجنوبي بجانب حربها على الإرهاب وأهله، ومواطنوها ومقيموها ينعمون بأمن واستقرار حتى في مواسم الصيف كفلت لهم دولتهم ما يشعرهم بالترفيه والسعادة رغم الحرب.

حُلم الملك المؤسس بجعل السعودية دولة كبرى وقد وصلت لأن تكون الدولة العربية الوحيدة ضمن القوى العشرين المتحكمة بثلثي الاقتصاد العالمي؛ ورأس وفدها اليومين الماضيين ولي العهد أميرنا الملهم محمد بن سلمان في اليابان، فحظيت المشاركة بالاهتمام الدولي.

لم تنتهِ الحكاية، فحُلم الأمس كان الاستثمار بـ»النفط»، أما اليوم فالحُلم يحمله محمد بن سلمان بقيادة سيدي الملك سلمان بن عبد العزيز ويسعى في تحقيقه عبر زياراته السياسية البارزة دولياً آخرها كوريا الجنوبية، هذا الحلم هو استثمار «الإنسان السعودي» وهمته كجبال طويق لتعمير وطن هو «قلب» العالم الإسلامي و»عقل» الشرق الأوسط، و»ضمير» الأمة الإنسانية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store