Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

قمة العشرين في أوساكا باليابان

A A
قبل سنة كان اجتماع الـ G20 في الأرجنتين وكانت محاطة بعدة أزمات محورها الولايات المتحدة الأمريكية، وكان الرئيس ترامب منشغلاً بعدة أزمات في الداخل والخارج، حضر على عجالة وانتهت قمة المجموعة بأقل قدر من القرارات.

وفي الدورة الحالية استقبلت اليابان القادة في مدينة أوساكا الجميلة، وكان السيد ترامب أكثر القادة الحضور إثارة واهتماماً وحضوراً بما يقول وما يفعل في اللقاءات الثنائية على هامش القمة ومن أبرزها اللقاء مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي تألق حضورًا وأداءً ورحب باستضافة الاجتماع القادم في العاصمة الرياض، وأعرب سموه عن الاستعداد للتعاون والعمل مع المجموعة لكل ما يخدم أهدافها من أجل الرخاء والاستقرار العالمي وخاصة احتياجات الدول النامية، والتوجس العالمي بما يحصل في العالم من أزمات تزداد حدتها مع الدول المارقة مثل ايران المصرة على منهج تصدير الثورة وزعزعة أمن دول الجوار بحروب بالوكالة ودعم الإرهاب وما تتطلبه أفعالها الاستفزازية التي لم تعد تخفى على أحد.

اليابان نجحت في استضافة القمة وإدارة فعالياتها برغم الأجواء السياسية التي تحيط بها.. الإعلام الأمريكي كان أكبر همه تحركات الرئيس ترامب ولكن الرئيس كان لهم بالمرصاد، يتعامل بحزم، يجيب ويرفض كل سؤال مبطن يوجه إليه ورغم ذلك مازال البحث والتنقيب عن هفوات ترامب وإجاباته العفوية التي لا تخلو من قلة المهارة الدبلوماسية لكن ترامب يمارس دوره الرئاسي ولا يبالي بما يسميه الإعلام المفبرك (fake news) .

أداء المملكة في القمة تميز بحضور ولي العهد الأمير محمد بن سلمان والتفاعل الإيجابي مع الحضور والكلمة الضافية التي أعدت بعناية تليق بمكانة المملكة ودورها الإيجابي في التعاملات الدولية والتأكيد على الاستعداد التام للتحضير لاستضافة القمة القادمة.

في اللقاء الثنائي أثنى ترامب على ما تقوم به المملكة لمحاربة الإرهاب وأعرب عن متانة الصداقة والتحالف العتيد مع المملكة العربية السعودية وكان الرد بالمثل من الأمير محمد بن سلمان الذي يثبت في كل مناسبة أنه يسمو بالأداء وسرعة البديهة والتميز.

قمة العشرين التي أنهت أعمالها في أوساكا لم تحل أيًا من المشاكل العالقة بين أمريكا وشركائها الرئيسين مثل روسيا والصين واليابان وأوروبا الغربية مجتمعة ولكن حوار العولمة مستمر بين الكبار على أعلى المستويات والاقتصاد العالمي لم يتوقف نموه برغم بعض التراجعات في بعض المناطق من العالم.. والتحضير للقمة القادمة بدون شك سيأخذ في الاعتبار تحقيق إضافة إيجابية لتحسين الأوضاع الدولية وتخفيف التأزم الإقليمي الذي يهدد أمن واستقرار تدفق الطاقة من دول الخليج إلى أقطار العالم بسبب التصرفات الإيرانية وعملائها بالوكالة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store