Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

الداعمون للقضية الفلسطينية بالبكاء

A A
لا خلاف على أن ما حصل من اقتحام لسفارة مملكة البحرين في بغداد من قبل بعض التابعين لحزب الله العراقي بحجة التعبير عن احتجاجهم على ورشة المنامة (مؤتمر المنامة الاقتصادي) مرفوض تمامًا، ويهدد الأسس التي استندت إليها المعاهدة الخاصة بالعلاقات الدولية، ويؤكد ضعف قدرات الدولة الأمنية على السيطرة؛ لوجود قوى فاعلة تتحكم في الشارع العراقي وتتبع لإيران.

وفي الوقت الذي تشير فيه اتفاقية (فيينا) للعلاقات الدبلوماسية إلى ضرورة صون مقار البعثات الدبلوماسية، وتوفير الحماية لها استنادًا للقانون الدولي، واتفاقية (فيينا) يظهر أحد شذاذ (حزب الله العراقي) والمدعو (جعفر الحسين) ليُقر بدخول أنصاره إلى باحة السفارة البحرينية، مشيرًا إلى أن هذا العمل التخريبي حق طبيعي للمتظاهرين، للتعبير عن غضبهم من استضافة البحرين مؤتمر تدعم الولايات المتحدة مساره. وذلك يخالف المعاهدة الدولية التي تم التوقيع عليها من قبل ١٩١ دولة عام ١٩٦٩م، والتي تحدد إطار العلاقات الدولية بين الدول المستقلة، وتحدد امتيازات البعثة الدبلوماسية التي تمكن الدبلوماسيين من أداء وظائفهم دون خوف من الإكراه، أو التعرض لمضايقات من قبل البلد المضيف.

ولا شك بأن هذا الاعتداء المستهجن على سفارة البحرين في بغداد، والخطير على المستوى القانوني والسياسي تقف خلفه إيران، الشاهد على ذلك السوابق التي ظلت عليها سياسة إيران، والتاريخ يسجل لها العديد من هذه الاختراقات والتجاوزات والأعمال العدائية؛ إذ سبق لإيران أن احتلت السفارة الأمريكية سنه ١٩٧٩م، وفجرت السفارة الأردنية سنة ٢٠٠٣م، وفي ٢٠٠٥م خطفت وقتلت سفير مصر في بغداد (إيهاب الشريف) وفي ٢٠٠٦م هاجم أشقياؤها السفارة الروسية، وقُتل عدد من الدبلوماسيين الروس، وعليه فإن كل الشواهد تؤكد على أن النظام الإيراني ضالع في الهجوم على السفارة البحرينية.

البعضُ كان يرى في مؤتمر المنامة الاقتصادي بأنه يستهدف قضية الكرامة وكل أشكال التطبيع مع إسرائيل، وأنه صفقة تهدف إلى تبخير فلسطين، والانسلاخ عن هويتها القومية من خلال مشروعات تهدف إلى الارتماء في أحضان الإسرائيليين والتجارة بالقضية الفلسطينية، إلا أن البحرين لم تكن سوى مقر وقع الاختيار عليه، أما الرؤى الحقيقية في البحرين، وكذلك في المملكة، تختلف تمامًا مع هذه الرؤى السوداوية، فمثلًا المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، أكدت عبر بيان تم بثه ونشره، على موقفها الحازم المتضمن أن خطة السلام العربية هي الطريق لحل الصراع، وأعربت فيه عن مساندتها لمطالب الفلسطينيين بتأسيس دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وكذلك البحرين فإنها تتبنى هذا الموقف.

ولم نرَ من تلك الدول التي حمل إعلامها علينا عائدًا ماديًّا ساهم في إنعاش خزينة منظمة التحرير الفلسطينية، التي تعاني الكثير من العجز، سوى الصراخ واقتحام السفارات، أو الوقوف أمام بواباتها احتجاجًا.

اسألوا رئيس الدولة الفلسطينية عن من يقدم الدعم المادي والسياسي للقضية الفلسطينية، وعن ماذا قدم أولئك غير الاحتجاج وحرق الأعلام؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store